إدارةُ بايدن تتّجهُ لتصحيحِ أخطاءِ أوباما في سوريا
تنظرُ الأوساطُ السياسية إلى مواقف الرئيس الأمريكي المنتخب “جو بايدن”، ووزيرِ خارجيته “أنتوني بلينكن”، حول الأوضاع في سوريا على أنّها ستعمل على تصحيح بعضِ ما فشلتْ إدارة أوباما بالقيام به.
فقد قال “بايدن”، في خطاب خلال حملتِه الانتخابية في ولاية “أيوا”، في تشرين الأول الماضي، إنَّ قرار “ترامب” سحْبَ القوات الأميركية من سوريا كان فشلاً كاملاً، وإنّ الانسحاب الأميركي تركَ السوريين عُرضةً للهجمات، وأشار إلى ضرورة دعمِ الأكراد السوريين.
وفي وقتٍ سابق هذا العام، اعترف “بلينكن” (الذي عمل نائبَ مستشارِ الأمن القومي للرئيس الأسبق باراك أوباما) بأنَّ إدارة “أوباما” فشلتْ في سوريا، مُلقياً باللوم على إدارة “ترامب” في سحب الجنود الأميركيين في سوريا.
واعترف “بلينكن”، في حوار مع شبكة “سي بي إس نيوز” في أيار الماضي، بأنَّ إدارة “أوباما” فشلت في منعِ الخسائر في الأرواح، وفشلت في منعِ النزوح الجماعي داخل سوريا، وفشلت في وقفِ تدفّقِ اللاجئين.
ومؤخَّراً شارك المبعوث الخاص السابق لإدارة الرئيس “ترامب” إلى سوريا والتحالف الدولي لهزيمة “داعش”، “جيمس جيفري” (الذي تقاعد الشهر الماضي)، في إحاطة افتراضية عبْرَ التليفون مع فريق الرئيس المنتخب “جو بايدن”، آخر المستجدّات والتقييمات حول الوضع السياسي والأمني في سوريا، والعناصر والجماعات المتنافسة هناك، ودور الجنود الأميركيين في كلّ من سوريا والعراق، إضافة إلى مستجدّات مكافحة “داعش”، علماً بأنّه يوجد حالياً 600 جنديٍّ أميركيٍّ على الأقلِّ في سوريا.
وكان “أوباما” قد رسم خطاً أحمر، في حال استخدام نظام الأسد الأسلحة الكيماوية، لكنّه صمتَ عندما استخدم الأسد غاز السارين, وأشار “بلينكن” إلى أنّ الوضعَ في سوريا أصبح أكثرَ سوءاً، وأنَّ إدارة “ترامب” فقدت أيَّ نفوذ متبقٍّ لها في سوريا.
وحينما سُئِل عن إمكانية التطبيع مع نظام الأسد، قال “بلينكن”, “هذا مستحيل بالنسبة لي؛ تخيّل ذلك”، مما يعني أنّه ليس بالسيناريو المحتمل خلال السنوات الأربع المقبلة.
وكان السيناتور “كريس كونز”، وهو حليف مقرَّب من “بايدن”، قد قال إنّه سيدعم استمرارَ وجود قوات أميركية على الأرض في سوريا وأفغانستان، لمنعِ مجموعات مثل “داعش” و”القاعدة” من معاودةِ الظهور، واكتسابِ الأرض والنفوذ مرَّةً أخرى.
وأدلى “بايدن” بتعليقات مماثلة، بقوله, “هذه الحروب الأبدية يجب أنْ تنتهيَ، وأنا أؤيد سحْبَ القوات الأميركية، لكنَّ المشكلة أنّه لا يزال علينا القلق بشأن الإرهاب و(داعش)”.
وفسَّر محلّلون آراء بلينكن على أنّها اتجاه داخل إدارة “بايدن” الجديدة للتّدخّل بشكلٍ أقوى في الملفِّ السوري، خاصة مع تقاريرَ استخباراتية تشير إلى أنّ تنظيم “داعش” و”القاعدة” لا يزالا عازمين على إعادة الظهور، والتخطيط لتوجيه ضربات ضدَّ الولايات المتحدة, كما أنَّ الوجود العسكري الأميركي (رغم تواضعه) لا يزال يمثّل الدعامة الأساسية للحفاظ على الوضع في سوريا، ومنعِ ظهور الإرهابيين مرَّة أخرى.
وتشير التحليلات إلى أنَّ بايدن سيرغب في إبقاء جنود أميركيين في سوريا، إلى جانب الاستمرار في العقوبات الاقتصادية على نظام الأسد.