إطلاقُ منصّةِ الذاكرةِ السوريةِ لتوثيقِ وأرشفةِ الأحداثِ منذُ آذار 2011
يستعدُّ المركزُ العربي للأبحاث ودراسةِ السياسات لإطلاق منصّةِ الذاكرةِ السورية يوم الاثنين المقبل 6 أيّار، بهدف توثيقِ وأرشفةِ الأحداث التي مرّت على سوريا منذ اندلاعِ الثورةِ في آذار 2011.
ويأتي إطلاقُ المنصّة تتويجاً لعملٍ بحثي أطلقه المركزُ منذ عام 2019، وقام على تنفيذه فريقٌ بحثي سوري، ويُقدّم معلوماتٍ توثيقيّةً مهمّةً تحيط بالأحداث التي عاشتها سوريا في السنوات الماضية.
صُمّمت منصّةُ الذاكرة السورية تقنيّاً بطريقة تتيح للمستخدمين أفضلَ وسائلِ البحث للوصول إلى المعلومات، فهي تتميّز بمحرّكات بحثٍ وتصفّحٍ متطوّرةٍ، وتشمل يومياتِ الثورة التي جرى تحقيقُها وتدقيقُها من مصادرَ موثوقة، كما تغطّي الأحداثَ المدنيّة والعسكرية والسياسية المحلية والدولية منذ بداية الثورةِ حتى عام 2015، مع توفيرِ المصادر والوثائقِ ذاتِ الصلة.
وبهدف توثيقِ الأحداث، راجع فريقُ المنصّة أكثرَ من مليونَي فيديو للتحقّق منها وتصنيفِها وتدقيقها قبلَ إدراجِها في قاعدة بياناتِها، التي تضمُّ اليوم أرشيفاً ضخماً يحوي 900 ألفِ مقطعِ فيديو، إضافةً إلى وثائقَ عديدةٍ تعود إلى مجموعات مدنيّة وعسكريّة وسياسيّة مختلفة، يصل مجموعُها إلى 50 ألفَ وثيقةٍ.
كما عمل فريقُ منصّة الذاكرة السورية على تقديم بياناتٍ ومعلوماتٍ عن أكثرَ من عشرة آلافِ كيانٍ عسكري ومدني وحكومي تكرّرت أسماؤها في توثيق الأحداث.
كذلك، تقدّم المنصّةُ تعريفاتِ عن أكثرَ من ستّةِ آلافِ شخصيةٍ، كانت فاعلةً في الأحداث، كما أنّها تشتمل على معلوماتٍ أساسيّة عن الدوريات المنشورةِ عن الثورة منذ 2011.
وأجرى العاملون على المشروع مقابلاتِ وجاهيّةً مصوّرةً مع فاعلين وأشخاص عديدين كان لهم دورٌ مهمٌّ في الأحداث التي شهدتها الثورة السورية في مرحلتها الأولى، إذ تضمُّ المنصّة أكبرَ مكتبةٍ للتاريخ الشفوي السوري، تحوي أكثر من 2500 ساعةٍ من الشهادات والروايات الشفهية المسجلة.
وتوفّر المنصّةُ أيضاً توثيقاً مهمّاً للمعارك العسكرية التي دارت في مناطق مختلفةٍ من سوريا، كما اهتمّت بتوثيق الهتافاتِ الشعبية والفنون الغنائية التي عبّر عنها المتظاهرون في أثناء احتجاجاتهم الشعبيةِ خلال تلك الفترة، بما في ذلك نسخةٌ كاملةٌ من لوحات بلدة كفرنبل الشهيرة.
ومن المقرّر أنْ تصبحَ المنصّةُ متاحةً للجمهور بعد إطلاقها من مقرّ المركزِ العربي للأبحاث ودراسةِ السياسات في الدوحة.