إعلانُ انهيارِ المفاوضاتِ في درعا بسببِ تعنّتِ النظامِ وتصعيدُ القصفِ وقتلى من قواتِ الأسد باشتباكاتٍ
أعلنت لجنة التفاوض في درعا وقفَ التفاوض مع نظام الأسد وحليفه الروسي، بسبب تصعيد القصف على الأحياء السكنية وسقوط ضحايا مدنيين.
وأكّد الناطق الرسمي باسم لجنة المفاوضات “عدنان المسالمة” انهيار المفاوضات بسببِ تعنّت نظام الأسد وعدم تجاوبه مع الطروحات الروسيّة.
وأشار “المسالمة” إلى أنَّ نظام الأسد يستمرُّ في محاولة فرضِ شروطه القاسية، وعدمِ احترامه لوقف إطلاق النار.
كما أنَّ الفرقة الرابعة والميليشيات الإيرانية مستمرّة بمحاولتها اقتحامَ مدينة درعا من أكثر من محور، وفقاً للناطق الرسمي.
وأفادت مصادر إعلاميّة محليّة بأنَّ اللجنة الأمنية التابعة للنظام والتي يقودها اللواء “حسام لوقا” اقترحت على لجنة التفاوض عدّة بنود لإيقاف الحملة العسكرية على الأحياء المحاصرة.
وشملت البنود الجديدة، دخولَ الشرطة العسكرية الروسية وعناصرَ تابعين لفرع الأمن العسكري إلى الأحياء المحاصرة، وتسليمَ المقاتلين لجميع الأسلحة، ورفعَ علم نظام الأسد.
ميدانياً، سقط شهداء وجرحى في صفوف المدنيين أمس الأحد 29 آب، جرّاءَ القصفِ الهمجي من قِبل قوات الأسد على أحياء مدينة درعا المحاصرة وقرى بريف درعا الغربي.
وتعرّضت اليوم أحياءَ مدينة درعا البلد وحي طريق السد ومنطقة المخيّمات المحاصرة لقصفٍ مكثّفٍ بصواريخ الفيل وقذائف الهاون، ما أدّى لسقوط شهيدين وجرحى في صفوف المدنيين.
ووصفت مصادرُ الأوضاعَ في الأحياء المحاصرة بالكارثية خصوصاً في ظلّ عدم وجود أطباء، وانعدام الأدوات والمواد الطبيّة، في ظلّ استمرار القصف.
كما تعرّضت قرى جلين ومساكن جلين وتل شهاب والسهول المحيطة بمدينة طفس بريف درعا الغربي لقصفٍ مدفعي وصاروخي من قِبل قوات الأسد، ما أدّى لاستشهاد سيّدةٍ وإصابة أخرى في جلين.
وجاء قصف قوات الأسد انتقاماً من المدنيين، بعدما قام أبناءُ المنطقة باستهداف مواقعَ قوات الأسد في الحاجز الرباعي جنوبَ بلدة الشيخ سعد غربي درعا.
وشهدت مدينة طفس حركةَ نزوح لعددٍ كبير من أهالي المدينة تخوّفاً من عمليات قصف قد يشنّها نظام الأسد، وتخوفاً من تكرار سيناريو درعا البلد.
خاصةً بعد إعلان الحرب والنفير العام في حوران أمس الأحد من قِبل اللجنة المركزية في المنطقة الغربية.
وكان أبناء درعا البلد تمكّنوا أمس من استعادة السيطرة على بعض النقاط في حي البحار جنوبَ المدينة، والتي كانت قد تقدّمت فيها الفرقة الرابعة بتغطية من سلاح المدفعية والدبابات، وأوقعوا قتلى وجرحى في صفوف قوات الأسد، وردّت قوات الأسد بقصف الأحياء السكنيّة وتجمّعات المدنيين.
وكانت اللجنة المركزية في المنطقة الغربية أصدرت أمس الأحد بياناً أعلنت من خلاله النفيرَ العام في كلٍّ حوران استجابةً لنداء أهالي درعا البلد، وإعلانَ الحرب في كلّ حوران، مالم يتوقّف نظام الأسد فوراً عن الحملة العسكرية ويبدأ بفكّ الحصار.
ولفتت اللجنة إلى أنّ الإعلان جاء بعد التشاور مع المعنيين في ريف درعا الشرقي ومنطقة الجيدور.
مشيرةً إلى أنَّ “قوات الأسد تصرُّ على جرّ المنطقة الى حربٍ طاحنة يقودها ضبّاطٌ إيرانيون وميليشيات طائفية متعدّدة الجنسيات كحزب الشيطان و(فاطميون وزينبيون)وغيرهم، على الرغم من كلّ المحاولات السلمية والتفاوضيّة للوصول الى حلول مرضية لجميع الأطراف، يوقف من خلالها القتل والتجويع والدمار”.
وأكّدت اللجنة، أنَّ قوات الأسد تفعل كلَّ ذلك لتنفيذ مخطّطاتها الطائفيّة التوسعية على حساب “أرضنا وأهلنا وشعبنا”، و “سعياً إلى قتلنا والقضاءِ على نسيجنا الاجتماعي وخلقِ تغييرٍ ديمغرافي بالتركيبة السكانية إضافةً الى عدّة مشاريعَ خبيثة باتت واضحةً للجميع”.