اتساعُ رقعةِ التظاهراتِ في إيرانَ، وارتفاعُ عددِ قتلى الاحتجاجاتِ

ارتفع عددُ قتلى الاحتجاجات في محافظة خوزستان جنوبي إيران، إلى 9 أشخاص بعد أنْ أعلنت منظّمة العفو الدولية يومَ الجمعة الفائت عن مقتلِ 8 أشخاصٍ خلالَ الحملة التي دخلت أسبوعها الثاني.

وقالت المنظّمة إنَّ قوات الأمن استعملتْ أسلحة أوتوماتيكية فتّاكة ومسدّسات، والغاز المسيل للدموع، لتفريق المحتجّين.

من جانبها، ذكرت وكالة “نشطاء حقوق الإنسان الإيرانية” أمس السبت، أنَّ قوات الأمن أوقفت 102 من الأشخاص بدعوى مشاركتهم في الاحتجاجات، ونشرت أسماء الموقوفين، ومن بينهم اثنان دون سن الـ16.

وانطلقت موجة الاحتجاجات الحانقة من محافظة خوزستان لتعمّ مدنها الكبرى، بعد أنْ فجّر الجفاف وشحّ المياه شرارةَ غضبها.

اندلعت موجات من الغضب التي بدأت في محافظة خوزستان جنوب غربي البلاد، وامتدت إلى العاصمة طهران شمالاً.

التظاهرات صاحبتْها هتافات تُسمع لأوّلِ مرّة في إيران، فمنذ قيام ما يسمّى “الثورة الإسلامية الإيرانية”، لم يتجرّأ إيراني واحد على ترديد أيِّ هتاف ضدَّ “المرشد الإيراني” على العلن، أو أن يُطلق آخرُ هتافاً يتحسّر فيه على عهد (الشاه) الذي سبق “جمهورية إيران الإسلامية”.

أبرز أحداث الاحتجاجات شهدتها مدينة الأحواز عاصمة محافظة خوزستان، لتأثّرها الشديد بموجة الجفاف التي ضربت إيران بالتزامن مع انقطاع التيار الكهربائي، بالإضافة إلى عوامل أخرى سابقة لموجة الجفاف، كارتفاع معدّلات البطالة وارتفاع نسبة التضخّم.

وتُعدّ محافظة خوزستان، وغالبية سكانها من الأقلية العربية في إيران، المحافظة الرئيسة لإنتاج النفط الإيراني، إلا أنَّها تعاني جفافاً مستمرّاً وغيرَ مسبوق، أدّى إلى تصاعد حدّة التوتّر منذ أواخر آذار الماضي.

وتواجه الأقلية العربية المتمركزة في الأحواز تمييزاً عنصرياً من قِبل السلطات الإيرانية منذ زمنٍ طويلٍ.

وما لبثت موجةُ الغضب أنْ تمتدَّ من محافظة خوزستان بالكامل إلى العاصمة طهران، وكان أوسعُها أمس السبت في محافظة (لورستان) المجاورة للأحواز، وفي تبريز، مع تحوّل الهتافات والشعارات من التنديد بالوضع الاجتماعي والاقتصادي إلى المطالبة بـ “الموت للجمهورية الإسلامية”.

وبحسب “وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان” الإيرانية المعارضة، فإنَّ ما لا يقلُّ عن 31 احتجاجاً نُظّم في مختلف أنحاء إيران، بما في ذلك مظاهرات للفلاحين والعمال.

لم تشهد إيران مثيلاً للموجة الأخيرة من الجفاف منذ ما يزيد على نصف قرن ومع اندلاع الاحتجاجات انتشرت مقاطعُ مصورة لناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي مع هاشتاغ (#أنا_عطشان)، إلا أنَّ قوات الأمن استخدمتْ عنفاً مبالغاً فيه لتفريق المحتجّين.

كما عمدت السلطات الإيرانية إلى قطع شبكة الإنترنت وحظر الوصول إلى شبكات التواصل الاجتماعي في كثير من المحافظات بهدف منع النشطاء من التواصل والدعوة للتظاهرات، بينما عبّر آخرون عن قلقهم من أنَّ هذه الخطوة تأتي لإخفاء حجم العنف والقمع الذي تمارسه السلطات الأمنيّة بحقِّ المتظاهرين ما تسبّب بوفاة عددٍ منهم في الأيام الماضية.

ويرى متابعون أنَّ فشلَ السلطات الإيرانية على احتواء الأزمات يزيد غضبَ وغليان الشارع الإيراني.

وأفادت “رويترز” أنَّ بعض المتظاهرين في طهران عبّروا عن غضبهم من القمع العنيف والأزمات المتلاحقة بهتافات غير مسبوقة ضدَّ المرشد الأعلى في البلاد “آية الله علي خامنئي”، مثال: “الموت للديكتاتور” و”الموت لخامنئي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى