اتفاقٌ حكوميٌّ لبنانيٌّ على ترحيل اللاجئينَ السوريين من لبنانَ وفقَ خطّةٍ مدروسةٍ
اتفق الرئيسُ اللبناني ميشال عون يوم الاثنين مع وزراءِ بلده على الخطوات الأولى لتطبيق خطّةٍ تهدفُ لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وذلك بحسب ما أعلن عنه وزيرُ الشؤون الاجتماعية اللبناني”اتفقنا مع فخامةِ الرئيس عون على عدّةِ نقاطٍ تتصلُ بخطّة إعادةِ اللاجئين السوريين، ونسّقنا مواقفنا على أملِ عقدِ اجتماعات أخرى خلال الأسبوع المقبل للموافقة على الخطواتِ الأساسية الواجب اتخاذُها للبدء بعملية إعادتهم”.
ووفق قرار ِعون بشأن اتخاذ خطوات لتنفيذ تلك الخطّة،، أخبرنا الدكتور عماد سلامة وهو أستاذٌ مساعدٌ في قسم العلوم السياسية والشؤون الدولية بالجامعة الأميركية بـ لبنان، بأنَّ ذلك يعود للأزمة الاقتصادية التي يعاني منها البلدُ.
إذ يتعرّضُ لبنانُ اليوم لأزمةٍ اقتصادية خطيرة، ترافقتْ مع دعواتٍ متزايدة لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، لأنَّهم يستنزفون قدراً كبيراً من الموارد اللبنانية وبنيةِ لبنان التحتية، حسب وصفِ ذلك الأستاذ الجامعي.
حيث تبلغ نسبةُ السوريين من المسلمين السنة الموجودين في لبنان كبيرة فعلاً حسب رأي سلامة، وهذا ما دفعَ أغلبَ الطوائف، وعلى رأسها المسيحية، التي ينتمي عون لأحدها، للخوف من احتمال تكرارِ تجربةِ لجوء الفلسطينيين في لبنان، وذلك لأنَّ كثيراً من اللاجئين الفلسطينيين، ومعظمُهم من المسلمين السنة، حملوا السلاح لدعم المسلمين السنة في لبنان ضدَّ المسيحيين خلال الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت عام 1975.
ويضيف سلامة: “إنَّ وجودَهم يُذكّر المسيحيين على الدوام بأنّ الأمور يمكن أنْ تنقلبَ ضدَّهم، إذ في حال تسييس وجود اللاجئين السوريين في لبنان أو في حال حملِهم للسلاح، فإنَّ ذلك لن يصبَّ في مصلحة المسيحيين”.
وتعتمد خطّةُ الترحيل التي قدّمتها الحكومةُ اللبنانية في مطلعِ شهر تموز الماضي، على إعادة 15 ألفَ لاجئ إلى سوريا كلَّ شهرٍ.
حيث أنَّ الخطوات التي ستّتخذ لتحديد من سيعود من اللاجئين وكيف ستتمُّ عمليةُ إعادتهم لم تتّضح بعدُ، ولكن يبدو بأنَّ الحكومة ستبدأ عملية الترحيل “قرية بعد قرية” بحسب رأي أفيوني التي أضافت: “أعتقد أنَّ جدلاً آخرً سيقوم في لبنان في حال تطبيق تلك الخطة وذلك بناء على الطائفة الدينية التي تنتمي إليها القرى التي ستبدأ منها عمليةُ الترحيل”.
في حين أشار سلامة إلى أنَّ البعض، وكلمةُ البعض هنا تشمل منظماتٍ غيرَ حكومية، والنظام السوري واللاجئين أنفسهم، يقفون ضدَّ إعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، وذلك لأنَّ النظام السوري لا يهمُّه أمرُ عودة اللاجئين، لكونهم فقراءَ ومن الطائفة السنية في الغالب حسب وصفِ سلامة.
كما ذُكر بأنَّ المنظمات الدولية البيروقراطية العاملة بلبنان، والتي تحصل على منحٍ لتعمل هناك، تستفيد من النزوح السوري إلى أقصى الحدود.
وأخيراً، فإنَّ السوريين أنفسهم لا يهمّهم كثيراً أمرُ عودتهم، وذلك لاعتمادهم بشكلٍ كاملٍ على الدعم الأجنبي، أو لعدم توافرِ فرصٍ اقتصادية لهم في بلدهم سوريا، أو بسبب خوفِهم من انتقام النظام منهم وفقاً لما يراه سلامة، الذي تابع بالقول: “لم تعد ظروفُ العيش ملائمة لعودتهم، ولهذا يفضّلون البقاءَ في لبنان والعيشَ على المساعدات الدولية”.