اتهاماتٌ لميليشيا “قسدٍ” بسرقةِ تعويضاتِ الأراضي التي يستخدمُها التحالفُ الدوليُّ
يعاني أصحابُ الأراضي الزراعية التي تمَّ تأجيرُها لقوات التحالف الدولي في شمالِ وشرقِ سوريا، من قلَّة التعويضات الممنوحة للمزارعين قياساً بمساحة الأراضي، وسطَ اتهامات لقيادة ميليشيا “قسد” بسرقة التعويضات.
وأوضح أحد المزارعين لـ”عنب بلدي” أنَّ المبالغ المُقدَّمة كتعويضات لأصحاب الأراضي، لا تساوي شيئاً ولا تتناسب مع ما تنتجه الأرض فعليّاً.
مشيراً إلى أنَّ الهكتار في هذه المنطقة الخصبة وذاتِ معدل الهطول الجيّد ينتج نحو أربعةَ أطنانٍ من القمح، أي ما قيمته نحو أربعة ملايين و600 ألف ليرة سورية (1446 دولارًا) وفقَ الأسعار التي حدَّدتها “الإدارة الذاتية” للعام الحالي، وهي 1150 ليرةً للكيلوغرام الواحد من القمح.
لم يستبعدْ أصحابُ الأراضي قيام “قسد” بـ”سرقة التعويضات” التي تُمنح للمزارعين من قِبل “التحالف الدولي”، لأنَّها ترفض أنْ يكونَ هناك ممثّلٌ عنهم يلتقي مع أحدِ مسؤولي التحالف.
وتصرُّ “قسد” على أنْ يكونَ تحديدُ التعويضات ودفعُها عن طريقها فقط ومن خلال شركة “تطوير المجتمع الزراعي” في رميلان التابعة للميليشيا.
كما أنَّ “قسد” لم تكتفِ بدفع تعويضات ضعيفةٍ للمزارعين بل خفَّضت من المساحات المستحقّة لذلك، على حدّ قول أحدِ المزارعين.
وطالب عددٌ من أصحاب الأراضي الزراعية في المنطقة “قسد” بدفع تعويضات عادلةٍ تتناسب مع الأضرار التي لحقت بهم جرَّاء سيطرة القوات الأمريكية على أراضيهم وتحويلها إلى قاعدة عسكرية.
وقال محامي أحدُ وكلاءِ المتضرّرين إنَّ القوات الأمريكية عمدت منذ مطلعِ العام الحالي إلى توسعة قاعدتها العسكرية الواقعة جنوبَ شرقي مدينة رميلان بنحو 12 كيلومترًا، والتي كانت سابقًا عبارة عن مطار زراعي.
وسيطرت القوات الأمريكية بذلك على معظم الأرضي الزراعية المجاورة لها، واعتبرتها حرمًا للقاعدة والمطار الذي تمَّ تجهيزه داخلها، ومنعت أصحابَها من زراعتها بحجّة “أنَّها منطقة عسكرية يُمنع الاقتراب منها”، وفق ما قاله المحامي.
وأخبرت “قسد” أصحاب الأراضي أنَّه سيتمُّ تعويضُهم في العام الحالي عن كلِّ هكتار بمبلغ 400 ألف ليرة سنويًا (126 دولارًا)، الأمرُ الذي يرفضه أصحابُ الأراضي، حسب المحامي.
كما جرى تعويضُ أحدِ أصحاب الأراضي الزراعية عن عشرة هكتارات فقط من أصل 23 هكتارًا أخذتها القوات الأمريكية وضمّتها إلى حرم قاعدتها العسكرية في رميلان، وفقَ ما قاله صاحبُ الأرض لـ”عنب بلدي”، وأوضح أنَّ المبلغ الذي حصل عليه هو 200 ألفِ ليرة فقط (16 دولارًا) عن كلٍّ هكتارٍ.