اختطافُ النساءِ والأطفالِ وسيلةٌ جديدةٌ تستخدمُها ميليشيا حزبِ اللهِ لجني الأموالِ
وصل الفلتانُ الأمني على الحدود السورية اللبنانية لاستخدامِ المدنيين السوريين، وخاصةً “النساء” كوسائل للحصول على الأموالِ بأساليبَ إجرامية من قِبل عصابات التهريب اللبنانية، في أسلوب إجرامي انتهجته عصابات التهريب المدعومة من ميليشيا حزب الله لتعويضِ خسائرها بعد توقّفِ عمليات تهريبِ المحروقات والمواد الغذائية إلى سوريا.
وكشفت صحيفةُ “الشرق الأوسط” في تقريرٍ لها، أنَّ عمليات التهريب تطوّرت بشكلٍ لافتٍ على الحدود بين لبنان وسوريا، ووصلت إلى قيام عصابات التهريب بعمليات خطفٍ واحتجازٍ لسيدات سوريات مقابلَ فديةٍ مالية ضخمة، ونقلت عن مصادرها أنَّ “4 عصاباتٍ من عصابات الحدود باتت تسيطرُ على المعابر المخصّصة للتهريب بين لبنان وسوريا”، وهي عصاباتٌ مسؤولة عن تهريب البشرِ من داخل مناطق سيطرة نظام الأسد إلى الأراضي اللبنانية، ومنها أيضاً إلى بعضِ الدول الأوروبية بطرقٍ مختلفة مقابلَ مبالغَ ماليةٍ ضخمة.
وفي التفاصيل، كشفت المصادرُ للصحيفة عن ما وصفتها “اعتداءات” جرتْ قبلَ أيام وطالتْ (فتاة وسيدة) من زبائنِ العصابات الحدودية خلال وأثناء عملياتِ التهريب، حيث تمَّ احتجازُهما والاعتداءُ عليهما بعد سوقهما إلى بعض المنازلِ العائدة لأفراد من هذه العصابات، وأنَّ “اشتباكات مسلّحة جرت بين عددٍ من أبناء العائلات والعشائر مع المهرّبين بعد تمكّنِ سيّدةٍ وفتاة من الهرب من قبضة العصابات، “إحداهن لجأت إلى أحدِ منازل عشيرة آل جعفر والثانية إلى أحد المنازل العائدة لآل النمر، وعند محاولةِ استعادتهما من قِبل أفراد العصابة حصلت اشتباكات بين أفراد العصابة وآل النمر”.
وبحسب المصدر فإنَّ أكثرَ من 25 عملية خطفٍ واعتداء طالت فتياتٍ سوريات من قِبل عصابات التهريب تمَّ تسجيلها بالمنطقة الحدودية خلال الأيام العشرةِ الأخيرة، أبرزها “خطف امرأة ستينية مريضةٍ على الحدود اللبنانية السورية كانت برفقة زوجها طلبَ خاطفوها فدية 5 آلاف دولار مقابلَ الإفراج عنها، وبعد الضغطِ من قِبل العشائر على الخاطفين للإفراج عنها عملوا على تخفيضِ الفدية إلى ألفي دولار أمريكي، قبلَ أنْ يُفرج عنها تحت ضغط العشائر والتدخلات السياسية”.
إضافةً لذلك، فإنَّ العصابات وخلال يومٍ واحد، اختطفت 25 سوريّاً كانون يعملون على نقلهم عبرَ طرقات التهريب من داخل مناطق سيطرةِ نظام الأسد إلى الأراضي اللبنانية، دونَ وضوح مصيرِ هؤلاء المختطفين.
وتخضع الحدودُ اللبنانية السورية لسيطرة عصابات تابعةٍ لأنظمةِ البلدين (نظام الأسد وحزب الله) وتعتمد تلك العصاباتُ على أساليبِ التهريب بين البلدين، ولا سيما المحروقاتُ والموادُ الغذائية، وغيرُها من المواد والأسلحة وتجارة البشر بمبالغَ ضخمة.
غير أنَّ رفعَ الدعمِ عن المحروقات في لبنان حرمَ تلك العصابات من الاتّجارِ بالمازوت والبنزين وتهريبه إلى مناطقِ نظام الأسد بسوريا، لتلجأ لتجارة البشر بطرقِ التهريب وتحصيلِ مبالغَ خيالية مقابلَ الإبقاء على حياتهم، في وقتٍ تعجزُ الأجهزة الأمنية اللبنانية عن ضبطِ الحدود ووقفِ الجرائم المرتكبة في المنطقة، بسبب تبعيةِ تلك العصابات لميليشيات إيرانَ التي تهيمنُ على لبنان بجميع مفاصلِه.