ارتفاعُ حصيلةِ الفيضاناتِ في السودانِ إلى أكثرَ من 100 قتيلٍ ومئاتِ الجرحى والمشرّدينَ
تحدّثت مصادرُ طبية انّ حصيلة ضحايا فيضانات السودان ارتفعت اليوم الأربعاء 9 أيلول إلى 103 قتلى وإصابة 50 آخرين، في حين تنتظر الحكومة بعدَ تشكيل لجنة تنسيق، مساعدات إنسانية خارجية لتدارك الظروف المأساوية التي يعيشها عشرات آلاف المشردين.
وقالت وزارة الداخلية السودانية في بيانٍ لها إنّ الفيضانات تسبّبت بانهيار 69 ألفاً و551 منزلاً في عموم البلاد، بينها 27 ألفاً و341 انهارت بشكلٍ كلّي، في حين شهد 42 ألفاً و210 منازل انهيارات جزئية.
وتضرّر 4 آلاف و208 أفدنة زراعية و179 مرفقاً و359 متجراً ومخزناً، إضافة إلى نفوق 5 آلاف و482 رأساً من الماشية.
وأعلن مجلس الدفاع والأمن السوداني يوم السبت الماضي حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدّة 3 أشهر لمواجهة السيول والفيضانات، واعتبارها “منطقة كوارث طبيعية”.
وتشهد أحياء الخرطوم على ضفاف النيل ورافديه “الأزرق” و”الأبيض” فيضانات منذ نحو أسبوعين، لم تشهدْها البلاد منذ 100 عام.
ويبدأ موسم الأمطار الخريفية في السودان من حزيران، ويستمر حتى تشرين الأول، وتهطل عادة أمطار قوية في هذه الفترة، وتواجه البلاد فيها سنوياً فيضانات وسيولاً جارفة.
وحذّر حاتم النور مدير الهيئة العامة للآثار والمتاحف في السودان من أنّ الفيضانات العارمة التي يشهدها السودان حالياً تهدّد موقعين يضمان أهرامات مروي ونوري الملكية وهما من أهم المواقع الأثرية في البلاد.
وأوضح النور بأنّ الحمّام الملكي في مروي، وهو حوض يمتلئ سنوياً خلال موسم فيضان النيل، معرّض للخطر بسبب مستويات المياه غير المسبوقة، مضيفاً أنّ الفرق تعكف منذ الاثنين على حماية الموقع من الغرق.
وتقع مدينة مروي الأثرية على الضفة الشرقية لنهر النيل على بعد نحو 200 كيلومتر شمال شرقي العاصمة الخرطوم. وكانت مروي عاصمة أسرة كوش التي حكمت في مطلع القرن السادس قبل الميلاد.
وقال النور إنّ المقابر الواقعة على عمق يتراوح بين سبعة وعشرة أمتار أسفل الأهرامات في مدينة نوري، التي تبعد 350 كيلومتراً شمالي الخرطوم تضرّرت بسبب زيادة منسوب المياه الجوفية.
وتضمّ أهرامات نوري مقبرة طهارقة، الذي حكم منطقة أصبحت الآن مصر والسودان في القرن السابع قبل الميلاد. وقال النور إنّ مقبرته تعدُّ أثراً تاريخياً لا يُقدّر بثمن.
ومثلما هو الحال في مصر كان أفراد الأسر الملكية في السودان يدفنون في مقابر أسفل الأهرامات.
وشكّلت وزارة الخارجية السودانية يوم أمس الثلاثاء، لجنة لحشدِ وتنسيق الجهود الدولية لدرء آثار السيول والفيضانات في البلاد.
وأفاد بيان صادر عن الوزارة بأنّ “اللجنة تختص بحشدِ وتنسيق الدعم الخارجي لمجابهة آثار السيول والفيضانات، مع البعثات الدبلوماسية فى الخارج والسفارات الأجنبية والمنظمات الدولية والإقليمية المعتمدة لدى السودان والجهات الأخرى ذات الصلة”.
ووفْق وكالة الأنباء السودانية الرسمية، وصلت 4 طائرات تحمل مساعدات طبية إلى مطار الخرطوم، يوم أمس الثلاثاء، بينها 3 من مصر وواحدة من الإمارات، لدعم متضرّري السيول والفيضانات في السودان.