ارتفاعُ منسوبِ نهرِ “العاصي” يهدّدُ بإغراقِ مخيّماتِ النازحينَ في إدلبَ

يشعر سكانُ المخيّماتِ في إدلب شمالي سوريا بقلقٍ كبير من ارتفاع منسوب مياه نهر “العاصي”، حيث تنتابهم مخاوفُ من أنْ تغمرَ مياه النهر الخيامَ التي تأويهم.

وشهد النهرُ هذا العام ارتفاعاً كبيراً في منسوب المياه بسبب الأمطار الغزيرة، الذي طالما شكّلت مصدر حياة على مدار آلاف السنين الماضية في المناطق التي يمرُّ بها.

وأصبح “العاصي” هذا العام مصدرَ تهديد بالنسبة لعشرات النازحين، الذي نصبوا خيامهم على ضفته بعد أنْ ضاقتْ بهم السبل والمساحات.

ورغمَ وجودّ سدّ “قرقور” الذي يتحكّم بمياه النهر، إلا أنَّ ارتفاع منسوب مياهه جعلَ من فتحِ السدّ أو إغلاقِه تهديداً للسكان والأراضي الزراعية المحيطة به.

وبدأت فرقُ الدفاع المدني “الخوذ البيضاء” في إدلب، بحملة توعيةٍ للنازحين على ضفاف النهر، كما جُهّزت فرقةٌ للغطس للحالات الطارئة.

وذكر “دريد حاج حمود”، الناطق الإعلامي باسم “الدفاع المدني السوري” بمدينة جسر الشغور غربي إدلب, أنَّ عدم فتح السد سيتسبّب في غمر الأراضي الزراعية لـ 2500 إلى 3 آلاف مواطن.

وأضاف حمود في حديث لوكالة “الأناضول”, “في حال فتحِه فإنَّ مخيّمات شيخ عيسى للنازحين الواقعة بين مدينة جسر الشغور والسدِّ سوف تغمرها المياه”.

وأفاد بأنَّ فرق “الدفاع المدني” تقوم بتنبيه الأهالي حول الموضوع، وتطالبُهم بالابتعاد عن النهر في حال فتحِ السد، مشيراً لإكمال فرقِ “الدفاع المدني” استعداداتها لأيِّ طارئ.

بدوره، قال “جلال عيسى”، المسؤول عن مخيم “شيخ عيسى”، إنَّ المخيمَ يضمُّ 86 عائلةً نزحوا إليه من مختلف مناطق سوريا.

ولفت “عيسى” إلى أنَّ كثيراً من الخيام في المخيم غمرتها المياه هذا العام نتيجةَ المطر الغزير، وطالب بمدِّ يد المساعدة إلى المخيم وتأمين الاحتياجات الأساسية لسكانه من غذاء ومواد تنظيف وخيامٍ مقاومةٍ للمطر.

وينبع نهر العاصي من لبنان ويصل مروراً بسوريا إلى ولاية “هطاي” جنوبي تركيا ليصبَّ في البحر الأبيض المتوسط بعد أنْ يقطع مسافة قدرها 571 كلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى