الأسدُ يجنّّد مقاتلي المعارضةِ في صفوفهِ ويضعُهم في الخلايا الأمنيةِ في درعا
جنّد نظام الأسد وروسيا أعداداً من المعارضين السابقين في درعا، لترسيخ قبضته الأمنية فيها، ووضعهم ضمن “الخلايا الأمنية” لتنفيذ مهام الاغتيال والخطف.
وقام النظام بتجنيد “عماد أبو زريق” مع عددٍ من المقاتلين لصالحه، معظمٌهم من المعارضين السابقين ويتراوح عددهم بين 50 – 60 شخصاُ، كميليشيا مسلحة تعمل لصالح فرع الأمن العسكري في درعا.
وقد أعطى نظام الأسد “أبو زريق” صلاحيات تتيح له تنفيذ مهام اغتيال وخطف لصالح سرية المداهمة 215 التابعة للأمن العسكري، عقبَ اجتماع عُقد بتاريخ 16 كانون الثاني من العام الجاري، ضمّ كلّاً من عماد أبو زريق ووسيم المسالمة (قائد ميليشيا تابعة للأسد)، مع اللواء كفاح ملحم والعقيد لؤي العلي والمقدّم علي الظاهر، في مقر شعبة الأمن العسكري في كفر سوسة بدمشق.
وينحدر أبو زريق من بلدة نصيب قرب الحدود مع الأردن، من مواليد عام 1982 عمل في المنطقة الحرة السورية – الأردنية المشتركة، ولعب كرة القدم مع نادي الشعلة قبل العام 2011.
التحق بصفوف المعارضة كقائد عسكري فيما عُرف بـ “كتيبة اليرموك” في بلدته عام 2012 بعد إطلاق سراحه مع أشقائه من قبل فرع المخابرات الجوية، وعمل لسنوات في مهام عسكرية ضمن فصيله الذي أصبح اسمه “جيش اليرموك”، حتى شغل منصب “قائد لواء المشاة” في فصيل “جيش الثورة” الذي أُعلن عنه عام 2016 كتحالف ضمّ عدداً من الفصائل.
كما شغل أبو زريق مهام مندوب عن فصيل جيش اليرموك في غرفة الموك في الأردن، المسؤولة عن دعم تشكيلات الجبهة الجنوبية في جنوب سوريا، إلى جانب إدارته لمجموعة أمنية متّهمة بمسؤوليتها عن عددٍ من عمليات الخطف والاغتيال بدرعا.
لجأ إلى الأردن في تموز/ يوليو عام 2018، برفقة مجموعة من القياديين البارزين وعائلاتهم أثناء هجوم النظام وروسيا على محافظة درعا.
وبعد ستة أشهر قضاها في حي الصريح بمدينة إربد في الأردن، عاد القيادي عماد إلى سوريا عبْرَ معبر نصيب الذي يسيطر عليه النظام، دون أي تدقيق أو استجواب على الرغم من تواجد مركز أمني في المعبر، واستقبله عددٌ من أقاربه الذين رافقوه إلى بلدته نصيب.
وتمكّن أبو زريق من الاستثمار في “استراحة أبو زريق” على الأوتوستراد الدولي والتي تعدّ أحد مصادر الدخل الرئيسية له ولعناصره، بسبب علاقاته مع ضباط الأسد، اللذين يسهّلون له عمليات التهريب وتجارة الدخان عبْرَ معبر نصيب مع الأردن.