الأممُ المتحدةُ تعلّقُ على وفاةِ الطفلتينِ في مخيّماتِ الشمالِ السوري بسببِ البردِ

علّقتْ الأممُ المتحدةُ على وفاةِ طفلتينِ في مخيّماتِ الشمالِ السوري، حيث أوضحَ مكتبُ الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أنَّ طفلتين نازحتين من ريف حلبَ الجنوبي إحداهما تبلغ من العمر سبعةَ أيامٍ والثانيةُ شهرين توفيتا صباحَ الثلاثاء نتيجةَ البرد والصقيعِ في محافظة إدلب.

وقال الناطقُ باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤونِ الإنسانية “باتريك نيكولسون” لوكالة فرانس برس إنَّ “الأطفال (في هذه المخيّماتِ) معرّضونَ لخطر البرد، ويعيشون في خيامٍ مهترئة وثمّةَ نقصٍ في الملابس الشتوية والوقود”.

ولفت “نيكولسون” أنَّ “المشكلة تزداد سوءاً بسبب الأزمةِ الاقتصادية ونقصِ الموارد اللازمة لتقديم مساعداتِ الشتاء وزيادةِ الاحتياجات”.

وأشار إلى أنَّ ظروف الطقس القاسية في شهر كانون الثاني أدّتْ إلى تدمير 935 خيمةً على الأقل وألحقت أضراراً بأكثرَ من تسعةِ آلاف خيمةٍ أخرى في عددٍ من مواقع النزوح في شمال سوريا.

مبيّناً أنَّ وسائلَ التدفئة المكشوفةِ وغيرِ الآمنة تسبّبت مراراً بنشوب حرائقَ أسفرتْ عن سقوط ضحايا، حيث بلغ عددُ الحرائق منذ بداية السنة 68 في شمال سوريا وحده، أصيب بنتيجتِها 24 شخصاً وتُوفي اثنان.

بدورها أسفت منظمةُ “سايف ذي تشيلدرن” (أنقذوا الأطفال) لوفاة الطفلتين، ورأت أنَّه من غيرِ المفهوم أنْ تكونَ حياةُ الأطفال في خطرٍ خلال فصلِ الشتاء.

ووصفت المنظمةُ هذه الوفياتِ بأنَّها “مأسويةٌ”، مشدّدة على أنَّ تجنّبَها ممكنٌ، ورأت المنظمة فيها “مثالاً مروّعاً على مدى حاجة الأطفال الملحّة إلى مزيد من الدعم الإنساني”.

وكان فريقُ “منسّقو استجابة سوريا” حمَّلَ أمس الثلاثاء، المنظماتِ الإنسانية العاملةَ في الشمال السوري المحرّر المسؤوليةَ الكاملة عن وفياتِ الأطفال نتيجةَ البرد الشديد.

وأشار الفريق في بيانٍ عبرَ معرّفاته الرسمية، إلى أنَّه تمَّ تسجيلُ حالتي وفاةٍ لأطفال نتيجةَ انخفاضِ درجات الحرارة ضمن مخيّماتِ النازحين في شمال غربي سوريا خلال الـ24 ساعةً الماضية.

موضّحاً أنَّ حالتي الوفاة أضيفتا إلى حالاتٍ سابقة تمَّ توثيقُها نتيجةَ البرد والأمراضِ التنفسية الناجمةِ عن استخدام موادَ غيرِ صالحةٍ للتدفئة، وكذلك توقفِ الدعم عن أكثرَ من 18 منشأةً طبيّة، الأمرُ الذي زاد من مصاعب تأمينِ منافسَ للأطفال في حالات الأمراضِ التنفسية.

وشدّدَ الفريقُ على أنَّ المنظماتِ الإنسانية العاملة في المنطقة تتحمّلُ المسؤوليةَ الكاملة عن وفياتِ الأطفال نتيجةَ ضعفِ عمليات الاستجابة الإنسانية للنازحين في المخيّماتِ، ذلك رغمَ إطلاق عشراتِ حملات التبرعِ وإرسالِ المساعدات الإنسانية عبرَ الحدود إلى الداخل السوري والتي تجاوز عددُها أكثرَ من 195 شاحنةً منذ عشرةِ أيام وحتى الآن.

ويؤكّد الفريقُ أنَّ الجهات الداعمةَ للقطاع الطبي تتحمُل أيضاً التقصيرَ في تأمينِ عملياتِ الدعم وخاصةً لمشافي الأطفال وإيقافِ الدعم عنها.

وطلب “منسقو الاستجابة” من المنظماتِ الإنسانية العاملة في المنطقة تحمّلَ مسؤوليتها بشكل كاملٍ تجاه النازحين والسكان المدنيين في المنطقة، وخاصةً مع عدمِ حصول النازحين على مواد التدفئة ضمن أكثرَ من 70% من المخيّمات الموجودة في المنطقة.

كما طالب المجتمعَ الدولي والمنظماتِ الدولية بضرورة التحرّكِ الفعلي لتقديم المساعداتِ الشتوية للنازحين السوريين في مخيّمات الشمال السوري ومخيّمات اللجوء بشكلٍ عاجل، وزيادةِ فعاليةِ العمليات الإنسانية في المنطقة خلال الأشهرِ الثلاثةِ القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى