الأممُ المتحدةُ تكشفُ عن نسبةِ الأطفالِ المصابينَ بحالاتِ التقزّمِ في المناطقِ المحرّرةِ
وثّقتْ الأممُ المتحدةُ إصابةَ 34 % من الأطفال في شمال غربي سوريا بحالات “التقزم” بسبب سوءِ التغذية، بزيادة قدرها 5 % هذا العام، مضيفةً أنّ أكثرَ من واحدٍ من كلِّ ثلاثة أطفال دون سنِّ الخامسة يعانون من “التقزّم”.
وقال مساعد الأمين العام للشؤون الإنسانية “مارك لوكوك”، إنّ أكثرَ من 80 % من سكان شمال غربي سوريا لا يتقاضون أجوراً تغطّي احتياجاتِهم الأساسية، موضّحاً أنّ الأسرَ التي تكون فيها المرأةُ هي المعيل الأساسي تكون أسوأ، كونَها تكسب أقلَّ بنسبة 30 % في المتوسط، مقارنةً بالعائلات النازحة الأخرى.
ولفت “لوكوك” أنّ حوالي 37 % من الأمهات في مناطق النزوح في شمال غربي سوريا يعانين من سوءِ التغذية، موضّحاً أنّ المنطقة يحكمها الغلاءُ ونقصُ المواد الغذائية الأساسية.
وأشار إلى أنّ “حتى الأسعار المدعومة للضروريات ارتفعتْ، وتضاعفَ أسعارُ الخبز المدعوم، وتضاعفَ وقودُ الديزل المدعوم أكثرَ من الضعف منذ أيلول الماضي”.
وشدّد “لوكوك” الذي يعمل في مجال الإغاثةِ في الحالات الطارئة على دعوات الأمين العام والمبعوث الخاص لوقفِ إطلاق النار، وضرورةِ حماية البنية التحتية التي لا غنى عنها لبقاء المدنيين.
ويمكن التمييزُ بين نوعين من “التقزّم”، الأول هرموني، وينتج عن نقص هرمون النمو، والثاني “تقزّم” مكتسبٌ، ناتجٌ عن أسباب سوءِ التغذية والأسبابِ النفسية المرتبطة بالحرب.
وتلعب الأمهات خاصةً القاصرات المتزوجات، دوراً كبيراً في توسيع الإصابة لدى الأطفال بالتقزّم، نتيجة الواقع الاقتصادي والنفسي، فضلاً عن عواملِ الخوف والحزن والإحباط والنزوح والحصار.
وأجرت منظمةُ “أطباءُ عبْرَ القاراتِ”، مسْحاً في نيسان الماضي في مناطق إدلب وغرب حلب وشمالي حماة وعفرين والفرات، تبيّن من خلاله زيادةَ نسبة الأطفال الذين يعانون من التقزّم من 14.2 % في العام 2017، إلى 17.4 % في العام 2019، وتتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و59 شهراً، وبلغ ذروتُه بين الفئة العمرية 18 و29 شهراً، بنسبة 23.1 %.
وتكشف دراسةٌ بعنوان “أسبابُ قصرِ القامةِ عندَ الأطفالِ”، للباحثة السورية الدكتورة روان تمون، المختصّة في أمراض الغددِ الصم والاستقلاب بكلية الطب في جامعة دمشق، عن أربعة أسباب رئيسية توصّلت إليها، بعد دراسة حالة 203 أطفال، بينهم 120 ذكراً و83 أنثى، تراوحت أعمارهم بين 5 سنوات و15 عاماً، وكلٌّهم يعانون من تأخّر النمو بنسبٍ متفاوتة، واستحوذ عاملُ تأخّرِ النمو البنيوي على نسبة 32.5 % من الأسباب، وجاء سوءُ التغذية بنسبة 24.6 %، وقصرُ القامة العائلي بنسبة 20.2 %، وقصورُ الدرق البدئي بنسبة 7.9 %.