الأناضول: من يخلفُ عائلةَ الأسدِ في حكمِ سوريا!!
نشرت وكالة الأناضول التركية، مقالاً تحليلياً، للبروفيسور الدكتور جنكيز طومار، نائب رئيس الجامعة التركية الكازاخية الدولية، جاء فيه أن الآراء المنشورة في المقال لا تعكس بالضرورة السياسة التحريرية لوكالة الأناضول، وهذا نصّه:
قد يكون العنوان غريباً في الظرف الحالي، إذ يواصل نظام بشار الأسد الحفاظ على الحكم في سوريا بمساعدة روسيا وإيران، والأصحّ أنْ نقول في غرب الفرات باستثناء إدلب، أي في المدن والموانئ الرئيسية والشرايين التي تربطه.
ومع ذلك، ينبغي ألا يكونَ هناك شكٌّ في أنّ النظام الذي قتل أكثر من نصف مليون مواطن منذ بداية الحرب عام 2011، والذي شرد أكثر من نصف سكان سوريا البالغ عددهم 22 مليونًا، كلاجئين ونازحين خارج وداخل البلاد، تمكن من تحقيق “انتصار بيروسي” (يرمز للنصر مع تكبّد تكاليف مدمّرة).
في واقع الأمر، قد تكون التحليلات والمقالات المنشورة في الصحافة الدولية حول نهاية حكم عائلة الأسد، والبدائل الجاري الحديث عنها لخلافة بشار، تدلّ على أنّ فترة صلاحية العائلة، قد انتهت وأنّ موعد زوالها قد اقترب.
منذ البداية، دعت تركيا إلى “سوريا من دون الأسد”، والتطورات الجارية حالياً تظهر مدى صحة الأطروحة التركية.
ما قلناه منذ البداية هو أنّ إعادة بناء الدولة السورية المعترف بها من قبل المجتمع الدولي، لا يمكن أنْ يتمَّ مع بقاءِ نظام قتل مئات الآلاف من المواطنين ودفعِ أكثرَ من نصف سكان البلاد إلى التحوّل للاجئين ومهجّرين ومشرّدين بلا بأوى.
كما أنّ ملايين المعارضين لعائلة الأسد، داخل وخارج البلاد، بما في ذلك محافظة إدلب، لا يفكّرون بالعودة إلى ديارهم طالما أنّ نظام الأسد بقي في سدّة الحكم، هذا الوجود المستمر منذ نحو نصف قرن.
إضافة إلى ما سبق، لا يمكن الحديث عن عودة اللاجئين وعن سوريا موحدة في ظلّ استمرار عائلة الأسد في الحكم.
وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أنّ نظام الأسد ميدانياً لا يسيطر على كامل الجغرافيا السورية، في ظلّ وجود مناطق شرق الفرات المسيطر عليها من قبل قوات تشكّل منظمة “بي كي كي” عمودها الفقري وتحظى بدعمٍ من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.