الاعتقالاتُ والاغتيالاتُ مستمرّةٌ .. التقريرُ الإحصائي الشاملُ للانتهاكاتِ في محافظةِ درعا خلالَ شهرِ تشرينَ الثاني
شهدَ شهرُ تشرين الثاني الماضي ارتفاعاً ملحوظاً بأعداد المعتقلين في محافظة درعا، مقارنةً بالشهر السابق، في حين تستمر عمليات الاغتيال التي تستهدف أبناءَ المحافظة، وسطَ فوضى أمنية ازدادت وتيرتها منذ عملية التسوية بين النظام والمعارضة برعاية الاحتلال الروسي في تموز 2018.
ووثّق “تجمّع أحرار حوران”, خلال الشهر المنصرم, مقتلَ 38 شخصاً بينهم طفلٌ, و30 حالةَ اعتقالٍ, و22 عملية ومحاولة اغتيال.
وقال “تجمّع أحرار حوران” إنّه وثّق خلال الشهر الماضي، 30 حالةَ اعتقال، نفّذتها قواتُ الأسد بحقِّ أبناء محافظة درعا، أُفرِج عن 15 منهم خلال الشهر ذاته.
ونوَّه التجمع إلى أنّ أعداد المعتقلين الفعليّة في المحافظة تعتبر أكبرَ من الرقم الموثَّق لدى المكتب، نظراً لامتناع أعدادٍ من أهالي المعتقلين بدرعا عن الإدلاء بمعلومات عن أبنائهم لتخوّفات أمنيّة وذلك بسبب القبضة الأمنية التي تُحكمها الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد.
ووثّق التجمع حالة اختطاف واحدة لشاب خلال شهر تشرين الثاني، أفرِج عنه بعد دفعِ ذويه فديةً مالية تقدر بـ 30 مليون ليرة سورية لعصابة الخطفِ، كما وثّق فقدانَ شابين في المحافظة، في حين سجّل حالة إفراج عن طفلٍ من ريف درعا اختُطف في ريف السويداء خلال شهر تشرين الأول.
وسجّل التجمع مقتل 38 شخصاً بينهم طفلٌ في محافظة درعا، وشخصٌ واحد في محافظة القنيطرة، خلال شهر تشرين الثاني، تسعة وعشرون منهم قُتلوا بواسطة إطلاق نار، وستة تحت التعذيب في معتقلات نظام الأسد، وأربعة نتيجة انفجار مخلّفاتٍ حربية.
وفي التفاصيل.. أحصى مكتب التوثيق استشهاد ستة أشخاص تحت التعذيب في معتقلات نظام الأسد، خمسة منهم اعتُقلوا بعد عقدِ التسوية من بينهم ثلاثة منشقّين سابقين عن قوات الأسد، كما استُشهد ثلاثة أشخاص بينهم طفلٌ نتيجةَ انفجار ألغام أرضيّة من مخلّفات الحرب، وشخصٌ إثرَ انفجار قنبلة يدوية أثناء العبث بها، في حين قُتِل شخصان مسلّحان غيرُ معروفي التبعيّة بإطلاق نارٍ استهدفهم، وقُتل شخصٌ بإطلاق نار خلال اعتراضه من قِبل مسلّحين بهدف السرقة، وقُتل عنصران من اللواء الثامن المدعوم من الاحتلال الروسي بمنطقتين مختلفتين نتيجةَ خلافاتٍ عشائرية.
وسجّل المكتب مقتل 9 من قوات الأسد، على النحو, ضابط برتبة مقدّم وصف ضابط برتبة مساعد وثلاثة عناصر من قوات الأسد نتيجةَ هجومٍ استهدف حاجزاً للمخابرات الجوية شرق درعا، وقُتل متطوعان اثنان في ميليشيات الدفاع الوطني باستهداف لهما شمال درعا، ومتطوعٌ في المخابرات الجوية غرب درعا، بالإضافة لصف ضابط برتبة مساعد في ريف القنيطرة.
وحول عمليات الاغتيال في المحافظة، فقد تمكّن التجمع من توثيق 22 عمليةً ومحاولةَ اغتيال أسفرت عن مقتل 15 شخصاً وإصابة 6 آخرين بجروح متفاوتة ونجاة 5 من محاولات الاغتيال.
ووفْق التجمع فإنّ 6 مدنيين قضوا جرّاءَ عمليات الاغتيال من بينهم اثنان يُتهمان بالعمل لصالح الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد، في حين سجّل التجمع مقتل 4 عناصر وقياديين اثنين سابقين في فصائل المعارضة من بينهم قيادي لم ينخرطْ ضمن تشكيلات عسكرية تابعة لنظام الأسد عقبَ دخولِ المحافظة بـ”اتفاق التسوية”، بالإضافة لتوثيق مقتل ثلاثة عناصر سابقين في تنظيم “داعش”.
وبحسب التجمع فإنّ معظم عمليات ومحاولات الاغتيال التي تمَّ توثيقُها في شهر تشرين الثاني جرتْ بواسطة “إطلاق النار” بأسلحة رشاشة روسية من نوع “كلاشينكوف”.
ولم تتبنَ أيُّ جهة مسؤوليتها عن معظم عمليات الاغتيال التي حدثت في محافظة درعا، خلال شهر تشرين الأول المنصرم، في حين يتَّهمُ أهالي وناشطو المحافظة الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد والميليشيات الموالية لها من خلال تجنيدها لميليشيات محلّية من أبناء المحافظة نفسها، بالوقوف خلْفَ كثيرٍ من عمليات الاغتيال التي تحدث في المنطقة والتي تطال في غالب الأحيان معارضين للنظام ومشروع تمدّدِ الاحتلال الإيراني في المنطقة، ويُراد منها إيقاعُ أبناء المحافظة ببعضهم البعض.
وأحصى “تجمع أحرار حوران” 4 نقاط احتجاج سلميّة في كلٍّ من الحراك والمتاعية ودرعا البلد وناحتة، خلال شهر تشرين الثاني، ندّدتْ بسياسة الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد وميليشيات الاحتلال الإيراني وتحمّلها مسؤولية الفلتان الأمني بمحافظة درعا، وطالبت بالإفراجِ عن المعتقلين من مراكز الاحتجاز التابعة للنظام ورفعِ القبضة الأمنية التي تحكمها مخابراتُ النظام على رقاب الأهالي من خلال استمرار قوات الأسد بنصب الحواجز العسكرية بين المدن والبلدات، وتعزيزِها بالعناصر والآليات المتوسطة والثقيلة، خاصّة استقدام تعزيزات عسكرية من الفرقة الرابعة إلى الريف الشرقي من المحافظة في محاولة لقطعِ أوصال المناطق عن بعضها البعض وتضييقِ الخناق عليها أكثر.