التايمز : جهازُ الاستخباراتِ الروسيِّ قدّمَ معلوماتٍ غيرَ دقيقةٍ عن الغزوِ الروسي وبوتينُ غاضبٌ
قالت صحيفةُ التايمز البريطانية في تقريرٍ صحفي لها، إنَّه يتمُّ إلقاءُ اللوم حالياً على الجهاز المعروف باسم “إف إس بي” (FSB)، إحدى الوكالات التي خلفَتْ KGB، بشكلٍ جزئي بسبب غزو روسيا المتعثر لأوكرانيا، وفقًا لخبراءَ أمنيين، حيث قيل إنَّ فلاديمير بوتين غاضب من المعلومات الاستخباراتية غيرِ الدقيقة التي تلقّاها.
وبحسب رئيسِ تحرير موقع “أجنتورا” Agentura الاستقصائي، المتخصّص في تتبُّع أجهزةِ الاستخبارات الروسية، فإنَّ جهاز الأمن الفيدرالي الروسي “ليس منظّمةً مؤهّلة لهذه المهمّة، فالتقارير النهائية التي قدّموها عن الحالة الميدانية في المدّةِ التي سبقت الغزو من الواضح أنَّها افتقرت إلى الدقة، وهذا سببٌ رئيسي من أسباب الأداء السيّئ لروسيا هناك”.
يُذكر أنَّ بوتين ( كان)
مديراً لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي بين عامي 1998 و1999، حيث كانت مهامُه تقتصر على الشؤون الداخلية من مكافحة الإرهاب إلى أمنِ الحدود، لكنَّها توسّعتْ على مدى السنوات الأخيرة، لتشملَ مراقبة دولِ الاتحاد السوفياتي السابق.
ويضيف سولداتوف أنَّ هذه الوكالة أنفقت منذ عام 2014 كثيراً من الوقت والموارد في محاولات لإثارة الاضطرابات في غربِ أوكرانيا بين الجماعات اليمينية المتطرّفة.
ومع ذلك، يقول سولداتوف إنَّه “لا يمكن الجزمُ بأنَّ المعلومات الاستخباراتية التي جمعوها لم تكن دقيقةً في الواقع، لكنَّ المشكلةَ قد يكون مرجعُها خوفَ مسؤولي الاستخبارات الشديد من إخبار بوتين بما لا يريد سماعَه، وأنَّهم قد يلجؤون إلى تنقيحها لكي لا تثيرَ غضبَه”.
من جهة أخرى فإنَّ توالي الإحراج العلني لضبّاط الجهاز خلال الأيام الأخيرة أفضى إلى مزيدٍ من الإذلال لهم، ففي نهاية الأسبوع الماضي ظهر تقريرٌ، يقال إنَّه من كتابة ضابطٍ في جهاز الأمن الفيدرالي، ويشتكي فيه الكاتبُ الساخطُ من العملِ فوق طاقتهم، و”التدريبات الشكلية” التي لا تُجرى إلا لأغراضٍ بيروقراطية.
بدوره، نُقِل التقريرُ عن فيليب إنغرام، الخبيرِ الأمني وضابطِ الاستخبارات البريطاني السابق، أنَّه “ما زالت إف إس بي منظمةً قديمةً نسبياً تحاول ممارسةَ التجسّس بالطريقة القديمة، أي تلك التي كانت تنجحُ قديماً، ولا بُدَّ أنَّهم الآن في موقفٍ لا يحسدون عليه لأنَّ الرئيسَ الروسي فلاديمير بوتين غاضبٌ للغاية من أدائهم”.
وأشار إنغرام إلى أنَّ جهاز الأمن الفيدرالي الروسي ألحق ضباطاً تابعين له للعملِ “مفوّضين سياسيين” في كلِّ وحدة عسكرية، والهدفُ هو “التيقّنُ من عدم وجود معارضة والتزام الخط العام للدولة، ما يخيفُ القادة العسكريين من أيّ مخالفةٍ للأوامر ويعزّز التزامَ القوات على الأرض بنهج النظام”.
ويرى إنغرام أنَّ ذاك ما يمكن أنْ يقرأ بشكلٍ واضح في لغة جسدِ بوتين، والطريقة التي يشير بها، والمصطلحات التي يستخدمها، إنَّه يلقي باللوم عليهم في توجيهِ النصيحةِ التي أدّت إلى اتخاذ القرار السيّئ في أوكرانيا، حسب إنغرام.