صحفيٌّ أمريكيٌّ يتحدّثُ عن تجربتِه في معتقلاتِ نظامِ الأسدِ، وكيف غيّرتْ السنواتُ التي أمضاها في السجنِ حياتَهُ

تحدّث مصوّرٌ أمريكي عن تجربته في الاعتقال في سجون نظامِ الأسد، وعن الظروفِ القـ.ـاسية التي يعيشها والآثارِ الجسدية والعقلية الناجمة عن التعذيب المروّع الذي تعرّضَ له خلال فترةِ اعتقاله.

واعتُقل المصوّرُ الأمريكي “كيفن دوز” في سجون نظام الأسد عام 2012، وأفرِج عنه بمساعدة روسية في نيسان 2016، بعد ثلاثِ سنواتٍ ونصفٍ من اعتقاله.

وذكرت الإذاعةُ الأمريكية الوطنية العامة “NPR” أنَّ “دوز” ردَّ على اتصالها عبرَ هاتفه الموجود في سيارته في ولاية “سان فرنسيسكو” حيث يقيم بسيارته في موقفٍ للسيارات.

وقال المصوّر الأمريكي للإذاعة، إنَّه كان بلا مأوى على مدى السنوات الثلاث الماضية ويعاني من الآثار الجســدية والعقلية بسببِ التعذيب المروّع الذي تعرّض له، مضيفاً، “أعاني من تلفٍ دائمٍ في الأعصاب في قدمٍ واحدة على الأقلِّ وفي معصمي، وبإصابتي أعاني من إعاقة دائمةٍ، لا أعرف.. كلُّ شيءٍ يبدو أصعبَ”.

وأشار إلى أنَّه اعتُقل في شتاء 2012، مع الجرّاح البريطاني “عباس خان” في مركز احتجازٍ تابعٍ لفرع المخابرات العسكرية التابع لنظام الأسد، والمعروف باسم “فرع فلسطين”، لافتاً إلى أنَّ زنزانته كانت مجاورة لزنزانة “خان” تحت الأرض، ولا يوجد ضوءُ نهارٍ، مشيراً إلى أنَّه كان يسمع فقط معاملةَ نظام الأسد الوحشيةَ لـ”خان” قائلاً، “كانوا يرشـّونه بالماء الساخن ويضربونه”.

وحول رحلة دخوله إلى سوريا، قال “دوز” إنَّه وصل تشرين الثاني 2012 إلى فندق في بلدة حربية الحدودية مع تركيا، حاملاً معه خوذة وسترة واقية من الرصاص وإمدادات طبيّة، مبيّناً أنَّه ألقيَ القبضُ عليه من قِبل موالين لنظام الأسد عند نقطة تفتيش، وقُيّد من رأسه ويديه، وتمَّ نقلُه بسرعة إلى سجن في دمشق، موضّحاً أنَّ استجواباته كانت متكرّرة وقاسية.

وتذكّر المصوّر حوارَه مع المحقّق الذي كان يستجوبه قائلاً، “أنتَ من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA). من يديرك؟”.

وكشف أنَّه اتّفق مع “خان” أنَّ الذي سيخرج أولاً من بينهم سينقل أخبارَ الشخص الذي تركه وراءه، نظراً إلى أنَّ نظامَ الأسد كان يخفي حقيقةَ أنَّه يحتجزهما على الإطلاق.

مبيّناً أنَّ الفرصةَ الأولى كانت لـ”خان” من أجل أنْ يُخبرَ العالم الخارجي عن “كيفن دوز”، عبرَ والدته التي ذهبت إلى سوريا لرؤيته، حيث أخبر “خان” والدته عن “دوز” في الزنزانة المجاورة وحثّها على تنبيه المسؤولين الأمريكيين، بحسب ما قالته أختُه “سارة خان” للإذاعة.

وبعد إعلامِ عائلة “خان” للمسؤولين الأمريكيين، تحسّنت معاملة “دوز” فجأةً في السجن، وتوقّفتْ جلسات التعذيب اليومية، بحسب ما ذكره للإذاعة، قائلاً، “وضعوني في زنزانة مُضاءةٍ على عكس الزنزانة المليئة بالقمل والمظلمة، التي كنتُ محتجزاً فيها حتى ذلك الحين.. أنا مدينٌ لعباس بالكثير”.

ورفع “دوز” دعوى قضائية مؤخّراً ضدَّ حكومة نظام الأسد في المحكمة الجزائية الأمريكية في واشنطن العاصمة، وسيكون شاهداً أيضاً إذا رفعتْ عائلةُ “عباس خان” الدعوى القضائية الخاصة بها.

حيث قُتل “خان” في السجن، وأرسلتْ جثتُه إلى لبنان، وادّعى نظام الأسد أنَّه شنق نفسه، ثم شُحنت في النهاية إلى وطنه بريطانيا.

ويسعى “دوز” للحصول على تعويضات عن التعذيب الذي تعرّض له وسجنِه دون أيّ سببٍ وغيرها من الانتهاكات على أيدي المسؤولين في نظام الأسد، وفقاً لإيداع المحكمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى