التايمز: مقتلُ سليماني قائدِ أعمالِ التخريبِ الإيرانيةِ في الشرقِ الأوسطِ

قالت صحيفة “التايمز” البريطانية إنّ مقتل قاسم سليماني قضى على رجلٍ شريرٍ كان يقود أعمال الاحتلال الإيراني التخريبية في الشرق الأوسط، ولكنّ الولايات المتحدة مطالبة بوضع خطة لمواجهة الانتقام الإيراني المتوقع.

وأكّدت الصحيفة في مقال افتتاحي أمس السبت أنّ سليماني لم يكن واحداً من كبار القادة العسكريين الإيرانيين فحسب بالنظر إلى السياسة الدولية، فمسؤوله المباشر كان المرشد الأعلى علي خامنئي شخصياً.

واعتبرت أنّ التبرير الأمثل لقتل مثل هذه الشخصية البارزة هو تعزيز محاصرة نظام الاحتلال الإيراني العدائي، ولكنّه في الوقت نفسه يثير الانتقام ويجسّد الدعم والولاء للملالي، لافتة إلى أنّه على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنْ يطمئِنَ الأمريكيين والحلفاء أنّ لديه إستراتيجية لمواجهة مثل هذه التطورات.

وأضافت التايمز أنّ جرائم سليماني ضدّ الإنسانية لا تخفى على أحد، فهو رجل الاحتلال الإيراني الأول المسؤول عن زرع الفتن والإرهاب في الشرق الأوسط، فحيثما وجِد شيعة حرّكهم من أجل نفوذ الاحتلال الإيراني، وأمدّ نظام الأسد بالدعم العسكري والمالي وهو يقمع الانتفاضة الشعبية بوحشية، وساعد في حصار مدينة حلب وتجويع أهلها حتى يستسلموا، ودرّب الحوثيين في اليمن على مهاجمة المنشآت النفطية السعودية.

وبحسب الصحيفة، كان سليماني مسؤولاً مباشراً عن قتلِ مئات الأمريكيين وقاد جهودَ إخراج القوات الأمريكية من العراق، ومع ذلك فإنّ قرار ترامب فيه مجازفة, وتضيف الصحيفة, فبدلاً من ردعِ الاحتلال الإيراني وأطماعه التوسعية فإنّ قتلَ سليماني قد يعزّز جرأته على تحدّي المعايير الدولية.

ويعتقد ترامب أنّ طهران على الرغم من تهديداتها لا تملك القدرة على تنفيذ تلك التهديدات، وترى الصحيفة أنّ الرئيس الأمريكي يمكن أنْ يكونَ على حقّ لأنّ العقوبات نخرت اقتصاد البلاد والاضطرابات الداخلية هزّت أركان نظام الاحتلال الإيراني، وربّما كشفَ مقتلُ سليماني عجزَ هذا النظام.

وحذّرت التايمز من أنّ هذه ليست إلا تخمينات، فالاحتلال الإيراني لم يتراجعْ عن الاستفزازات التي يقوم بها في المنطقة. فقد لجأ في الفترة الأخيرة إلى أعمال القرصنة باعتراض السفن في مضيق هرمز، وهاجم ناقلات نفطٍ في الخليج، وأكثر من ذلك فقد أسقط طائرة مسيّرة أمريكية، وقصف أكبر منشأة نفطية في العالم في السعودية.

وترى الصحيفة أنّ الاحتلال الإيراني خلال 40 عاماً من الثورة دعم هجمات إرهابية على أهداف غربية ولا بدّ أنْ يعرف اليوم أنّه يجب أنْ يتوقّفَ عن هذه الأعمال، وإلا فإنّه سيواجه عواقب قاسية.

ووفقاً للتايمز فإنّ ترامب خلال ثلاثة أعوام من حكمه لم يكنْ منسجماً في مواقفه من الدول المارقة، فقد سعى إلى التقارب مع فلاديمير بوتين ومع كيم جونغ أون، كما أنّ طهران تعتقد أنّه لا يريد الحرب، وهو ما جعلها تزداد جرأة في أعمالها، وعليه (ترامب) أنْ يطمئنَ حلفاءه بأنّه لن يتراجعَ عن تبعاتِ هذا التصعيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى