الحكومةُ المؤقّتةُ: القمحُ يكفينا حتى أيلولِ القادمِ ولا يدعمنا سوى تركيا
قال رئيسُ الحكومة السورية المؤقّتة “عبد الرحمن مصطفى”، إنََّ مخزونَ الحكومة من القمح يكفي حتى نهاية أيلول المقبل، أي بدايةِ الموسم الجديد للمحصول، وأكّد أنَّ الحكومة المؤقّتة تتلقّى الدعمَ من تركيا فقط ولا تدعمها أيّ دولة أخرى.
واعتبر رئيس الحكومة خلال مقابلةٍ مع الأناضول أمس السبت 12 آذار، على هامش أعمال النسخة الثانية من “منتدى أنطاليا الدبلوماسي”، أنَّ المنتدى مهمٌ جداً للمعارضة السورية، موضّحاً أنَّه كان لوفد المعارضة الفرصةُ للقاء الممثلين والمشاركين من كلِّ دول العالم.
وأضاف أنَّ “ارتفاع الأسعار عالمياً للوقود والطاقة له انعكاساتٌ سلبيّةٌ على جميع المنطقة وحتى المناطق المستقرة تعاني مثلَ أمريكا وغيرها نرى مستوى التضخّم فيها مرتفعاً”.
وتطرّق “مصطفى” إلى الوضع في الشمال المحرّرِ ومدى تأثره بموضوع استيراد القمح قائلاً، “بالنسبة للقمح هي المادة الأساسية التي يعتمدُ عليها المواطن السوري، ومؤسسةُ الحبوب التابعة للحكومة المؤقّتة لديها مخزونٌ يكفي حتى نهاية أيلول المقبل”، مضيفاً، “حالياً نملك مخزوناً إلى حين بداية الموسم الجديد، نأمل أنَّه لن تكونَ هناك أيُّ أزمة هذا العام”.
ووصف رئيسُ الحكومة أسعارَ القمح في المناطق التابعة للحكومة المؤقّتة بأنَّها مستقرّةٌ، ومدعومةٌ من الحكومة ومتوفرةٌ، ولا توجد أيُّ أزمة للمواد الأساسية في المناطق المحرّرة.
وحول الدعمِ المُقدّم للحكومة، نوّه “مصطفى” بأنَّها غيرُ مدعومة من الاتحاد الأوروبي أو أيِّ دولة أخرى، لافتاً إلى أنَّ “الدولة التركية الشقيقة هي فقط من تدعمنا”.
وبيّنَ أنَّ “هناك حوالي 4 ملايين سوري متواجدين في الشمال المحرَّر. نحن بحاجة للدعم في القطاع الصحي والتعليمي خاصةً في ظلِّ أزمةِ كورونا التي ضربت كلَّ دول العالم”.
وأضاف “مصطفى”, “نحن بصددِ استكمالِ بناء وتطويرِ المؤسسات والحوكمة الرشيدة في المناطق المحرَّرة، وهذا يتطلب تعاون الجميع”.
وأوضح أنَّ “هناك استقراراً أمنيّاً رغم التهديدات من أعداء الثورة من النظام والروس والإيرانيين ومنظمة بي كا كا الإرهابية وخلايا داعش المتبقيّة في المنطقة. كلّهم يحاولون تهديدَ استقرار المنطقة، لكنَّ نتيجةَ جهود الجيش الوطني والقوى الأمنية تمَّ الحدُّ من نسبة المفخّخات”.
وأكّد أنَّ حكومته “تحاول توثيقَ قصفِ المدنيين والانتهاكات التي يرتكبها أعداءُ الثورة وتقديمها إلى المنظمات الدولية وعلى رأسها الأممُ المتحدة”.
وحول الحربِ الروسية الأوكرانية والازدواجية في تعامل الدول قال “مصطفى”، “منذ بدايةِ الأزمة السورية تخاذل المجتمعُ الدولي معنا، وكانوا يرون اللاجئينَ السوريين الهاربين من الحرب تهديداً لأمنهم، ومشكلةً أمنيّة وليست إنسانية”، وتابع، “أما في أوكرانيا رأينا العكس تماماً وهو شيءٌ مؤلم”، متسائلاً “كيف تكيلُ الدولُ المتحضرة ومدّعو حقوق الإنسان بمكيالين؟”.
وشدّدَ على أنَّ “نظام الأسد لا يمثّل الشعب السوري، ولا نعتبر النظام مسيطراً على البلاد من عام 2015، ونرى اليوم كيف أنَّ روسيا تستغلُّ شبيحةَ النظام في سوريا أولاً وفي ليبيا وأذربيجان وفي أوكرانيا، هم مرتزقةٌ وشبيحةٌ لا يمثّلون الشعب السوري”.
وختم رئيسُ الحكومة المؤقّتة بالقول إنَّ “الشعب السوري موقفه واضحٌ مما يجري، بأنَّه مع الشعب الأوكراني والحكومة الشرعية، ولكن نظامَ الأسد غيرُ الشرعي يسعى لتدمير نظام شرعي، فمن يقتل الشعبَ السوري هم مرتزقةٌ وشبيحةٌ وهم من يذهبون إلى أوكرانيا”.