“الخوذُ البيضاءُ” تصدرُ إحصائياتِ الاستجابةِ لعامِ 2022

قالت منظومة الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء”، إنَّ توثيقاتِها لعام 2022، أكّدت مقتلَ 165 شخصاً من بينهم 55 طفلاً و14 امرأةً فيما تمكّنت الفرق من إنقاذ 448 شخصاً أصيبوا نتيجةَ لتلك الهجمات، من بينهم 134 طفلاً، بأكثرَ من 800 هجومٍ على شمال غربي سوريا من نظام الأسد وروسيا وميليشيات موالية لهم.

المنظمة أوضحت في تقريرها أنَّ عام 2022 يمضي محمّلاً بأوجاع السوريين الباحثين عن بارقة أملٍ في العام الجديد علّها تنتهي مأساتهم، ويقفون على ناصية حلمهم بتوقّفِ القصف واقتلاع الخيام والعودة الآمنة إلى منازلهم وقراهم وإنهاء مأساةٍ دخلت عامها الثاني عشر وتمضي طالما بقي نظام الأسد وروسيا يواصلون إجرامَهم بحقِّ السوريين بوجود مجتمعٍ دولي لا يحرّك ساكناً لإيقاف شلال الدماء في سوريا.
قال الدفاع المدني إنَّ وتيرة العنف والهجمات الممنهجة من قوات النظام وروسيا، استمرّت خلال عام 2022 وتركّزت بشكلٍ أكبرَ على المراكز الحيوية والمنشآت المدنية ومقوّمات الأمن الغذائي في شمال غربي سوريا، وكانت الهجمات الجوية الروسية هي الأعلى معدّلاً والأعنف بين هذه الهجمات.

ووفقاً لتقرير الخوذ البيضاء فقد استجاب الدفاع المدني السوري خلال عام 2022 لأكثرَ من 800 هجومٍ من قِبل نظام الأسد وروسيا والميليشيات الموالية لهم، منها أكثرُ من 63 غارةً جويّة جميعها روسية، ولأكثرَ من 550 هجوماُ بالقذائف المدفعية، و54 هجوماً صاروخياً منها 3 هجمات بصواريخ أرض ـ أرض محمّلةً بقنابل عنقودية، إضافةً لـ 28 هجوماً بالصواريخ الموجهة، فيما كانت الطائرات المسيّرة حاضرةً واستجاب الدفاع المدني السوري لـ 3 هجمات بالطائرات المسيّرة، إضافةً لعشرات الهجمات بأسلحة أخرى.

فيما وثقَّ الدفاع المدني السوري مقتلَ 165 شخصاً من بينهم 55 طفلاً و14 امرأةً، خلال عام 2022 وذلك نتيجة لتلك الهجمات التي شنّها الطيران الروسي وقوات النظام والميليشيات الموالية لهم واستجابت لها فرقُ الدفاع المدني السوري فيما تمكّنت الفرقُ من إنقاذ 448 شخصاً أصيبوا نتيجةَ لتلك الهجمات، من بينهم 134 طفلاً.

وارتكبت قوات الأسد وروسيا والميليشيات الموالية لهم وجهاتٌ أخرى، خلال هذا العام 9 مجازرَ في شمال غربي سوريا، راح ضحيتَها 73 شخصاً من بينهم 29 طفلاً و8 نساءٍ، و174 مصاباً بينهم أطفال ونساء، باستهداف أسواقٍ ومبانٍ عامة ومصانعَ ومخيمات للمهجرين.

شهر شباط كان الأعنفَ من حيث عددُ المجازر وضحاياها بواقع 3 مجازرَ خلال الشهر و26 قتيلاً جرّاءَ تلك المجازر، وتقوّض هذه المجازر من استقرار المدنيين وتمنعهم من عيشِ حياتهم الطبيعية.

فيما شهد ريفُ إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي بمناطق سهلِ الغاب، النسبة الأكبر من عدد الاستهدافات لقوات النظام وروسيا هذا العام، تليها مناطقُ ريف إدلب الغربي ومناطق الساحل وريف إدلب الشمالي، كما شهدت مناطقُ ريف حلب الغربي تصعيداً في عددِ الهجمات مقارنةً بالعام الماضي، وامتد القصفُ ليشملَ مناطقَ جديدة في ريف حلب الشمالي من بينها مخيماتٌ تركّز عليها القصفٌ من مناطق سيطرة نظام الأسد وميليشيات قسد، واستجابت فرق الانقاذ لهجمات استهدفت 177 مدينةً وبلدةً مختلفة، في شمال غربي سوريا.

وتركّزت تلك الهجمات بشكلٍ عامٍ على المنازل والمنشآت الصناعية والحقول الزراعية ومزارعِ تربية الدواجن، ولم تستثنِ المدارس والمشافي والمرافق الحيوية والمعامل التي تعدُّ مصدرَ رزقٍ لآلاف العائلات في شمال غربي سوريا، واستجابت فرقُ الدفاع المدني السوري، لأكثرَ من 200 هجومٍ على منازل المدنيين، وأكثرَ من 444 هجوماً على حقول زراعية، و14 هجوماً على مبانٍ عامة، و 7 هجماتٍ على أسواق شعبية، بينما كانت 3 هجماتٍ على معاملَ ومنشآت صناعية، وهجومان على المدارس، وهجوم واحد على مشفى وآخرُ على مركزٍ للدفاع المدني السوري، وهجومٌ على محطة لضخّ المياه، وعشرات الهجمات على الطرقات.

ووثّقت فرق الدفاع المدني 14 هجوماً على المخيّمات في شمال غربي سوريا من قوات النظام وروسيا والميليشيات الموالية لهم، خلال هذا العام وأدّت هذه الهجمات لمقتل 14 شخصاً وإصابة 81 آخرين.

كان آخرها في 6 تشرين الثاني، باستهداف قوات النظام وروسيا لمخيمات (مرام، وطن، وادي حج خالد، مخيّم محطة مياه كفر روحين، مخيم قرية مورين، مخيم بعيبعة) غربي مدينة إدلب بصواريخ أرض ـ أرض محمّلةً بقنابل عنقودية محرّمة دولياً، أدّت لمقتل 9 مدنيين بينهم أمٌّ وجنينها وإصابة نحو 70 آخرين بجروح، كما تعرّض مخيم كويت الرحمة لقصفٍ صاروخي ومدفعي متكرّر من مناطق تسيطر عليها قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية في ريف حلب الشمالي.

واستجابت فرق الدفاع خلال هذا العام لـ 5 هجماتٍ عنقودية محرّمة دولياً، كان منها هجومٌ بصاروخ أرض – أرض محمّلٍ بقنابل عنقودية، على مخيمات كفرجالس غربي إدلب راح ضحيته 9 مدنيين وأصيب نحو 70 آخرين، وهجومٌ مماثل على مزارع خربة الناطور أصيب على إثره مزارعان يعملان بقطف الزيتون، وهجوم ثالث على أطراف بلدة بسنقول جنوبي إدلب وهجوم رابع على مزارع قرية الغفر غربي إدلب، بينما استهدفت غارةٌ جوية روسية محمّلةٌ بقنابل عنقودية حارقة، الأطرافَ الغربية لمدينة إدلب.

وتصل نسبةُ القنابل التي لا تنفجر مباشرةً بعد ارتطامها بالأرض لنحو 40% بحسب الأمم المتحدة، ما يؤدّي إلى نتائج مدمّرة لأيِّ شخصٍ يصادفها لاحقاً، فرقُ الدفاع المدني السوري وثقت استخدام نظام الأسد وروسيا لأكثرَ من 11 نوعاً من القنابل العنقودية (جميعُها صناعة روسية).

يذكر أنَّ قوات النظام وروسيا، تتّبع سياسةً ممنهجة باستهداف المدنيين وخاصة المزارعين بالصواريخ الموجّهة، بهدف إيقاع أكبرِ عددٍ ممكن من الضحايا، وحرمانِهم من العمل في أراضيهم الزراعية، وتتصاعد هذه الهجمات بشكلٍ واضح خلال مواسم جني المحاصيل، وتتركز في المناطق القريبة من خطوط التماس والمكشوفة.

فيما بلغت حصيلةُ الاستهدافات بالصواريخ الموجّهة من قِبل قوات النظام وروسيا والتي استجابت لها فرقُنا خلال هذا العام لـ 28 استهدافاً للمدنيين في مناطق شمال غربي سوريا، وأدّت لمقتل 13 مدنيين بينهم طفلان وامرأة، وإصابة 41 آخرين بينهم 12 طفلاً و4 نساءٍ.

وتركّزت هجماتُ قوات النظام وروسيا بالصواريخ الموجّهة هذا العام على ريف إدلب الجنوبي، إضافةً لريفي إدلب الشرقي وحلب الغربي، وأغلبها استهدفت مزارعين خلال عملِهم في أراضيهم وشهدت مناطق ريف حلب الشمالي والشرقي عدَّة استهدافات بصواريخ موجّهةٍ من مناطق سيطرة قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية.

أما التفجيرات المفخّخة بالدرّاجات النارية والسيارات بالإضافة للعبوات الناسفة والألغام المزروعة، فقد وثّق الدفاعُ المدني السوري 29 انفجاراً بعبوة ناسفة، و18 انفجاراً مجهولاً، و15 لغماً أرضياً، و3 دراجاتٍ مفخّخةٍ، وكانت النسبة الأعلى من هذه الانفجارات في ريفي حلب الشمالي والشرقي التي تكتظ بالمدنيين ما أسهم بتسجيل عددٍ أكبرَ من الضحايا المدنيين.

ومع استمرار الحرب وتعمّدِ قوات النظام وروسيا القصفَ بالقنابل العنقودية وغيرها من الذخائر، يعيش السوريين خطراً طويلً الأمد على حياة الأجيال القادمة وخاصة الأطفال لجهلهم بماهية هذه الذخائر وأشكالها وخطرها على حياتهم.

ووثّق الدفاع المدني السوري منذ بداية العام الحالي 32 انفجاراً لمخلّفات الحرب في شمال غربي سوريا أدّت لمقتل 29 شخصاً بينهم 13 طفلاً وإصابة 31 آخرين بينهم 22 طفلاً، وامرأة، واستجابت فرقنا لأغلب هذه الانفجارات الناجمة عن مخلّفات الحرب.

وأجرت فرق إزالة الذخائر غيرِ المنفجرة في الدفاع المدني السوري أكثر 780 عمليةَ مسحٍ غير تقني في أكثرَ من 260 منطقة ملوثة بالذخائر، وأزالت 524 ذخيرةً متنوّعة من بينها 430 قنبلةً عنقودية، في 449 عمليةَ إزالة، وقدّمت الفرق 1080 جلسة توعية من مخاطر الألغام ومخلّفات الحرب استفاد منها 20 ألفَ مدنيّ من بينهم أطفال ومزارعون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى