الخوذُ البيضاءُ : تضرّرُ المئاتِ من قاطني مخيّماتِ الشمالِ السوري جرّاءَ العاصفةِ الثلجيّةِ
قالت منظّمةُ “الخوذ البيضاء” إنَّ عاصفةً ثلجية ضربت مناطقَ شمال غربي سوريا أدّت لانقطاع العديد من الطرقِ ومحاصرةِ مخيّماتٍ في ريف حلب الشمالي وغرقِ مخيّماتٍ في ريف إدلب الشمالي، مُخلّفةً أضراراً مادية في أكثرَ من 72 مخيّماً، تضرّرت فيها 1900 خيمةٍ بشكلٍ جزئي، و920 خيمةً بشكلٍ كلّي، كانت تقطن في هذه الخيام نحو 2250 عائلةً.
وبحسب “الخوذ البيضاء” فإنَّ مئات العائلات نزحت خارجَ خيامها، في مأساة تتكرّر كلَّ عامٍ في فصل الشتاء، لتتحوّلَ الأمطارُ والثلوج والتي لطالما كانت مصدراً للفرح والبهجة، إلى كابوس يلاحق السوريين.
حيث أدّى تساقطُ الثلوجِ الكثيف على مناطق عفرين وريفها إلى قطعِ الطرقِ عن بلدات وقرى شران وبلبل والمخيّمات المحيطة بها، بالإضافة لقرى ماتلي وسنكرلي ومشعلة وحلوبي كبير وحلوبي صغير وميدانكي وكوتالي واليابسة والزعرة وقسطل مقداد بمسافة تُقدّر بنحو 60 كم.
ولفتتْ إلى أنَّ الثلوج الكثيفة التي تراوحت سماكتُها في ريف عفرين بين 30 سم و50 سم حاصرت مخيّماتٍ عشوائية في مناطق شران وبلبل وراجو في ريف عفرين، ومخيمات يازيباغ وشمارين وعرب غويران قربَ اعزاز، في ريف حلبَ الشمالي.
واستجابت فرقُ الدفاع المدني السوري لـ 57 مخيّماً أغلبها عشوائي، تضرّرت فيها 160 خيمةً بشكلٍ كاملٍ، و1300 خيّمةّ بشكلٍ جزئي، ويبلغ عددُ العائلات المتضرّرة جرّاء الثلوج في ريف حلب الشمالي أكثرَ من 1250 عائلة، وبعد أكثرَ من 15 ساعةً من العمل المتواصل تمكّنت الفرقُ من الوصول للعائلات المحاصرة في المخيّمات، وأعادت فتحَ الطرقات المقطوعة، كما تمَّ إجلاءُ العديد من ساكني الخيام ممن تضرّرت خيمتُه ونقلُهم إلى مكان آمن.
في حين تنعكس انخفاضُ درجات الحرارة بشكلٍ مباشر على النازحين في المخيّمات، لاسيما على الأطفال وكبار السن، فالخيامُ القماشية لا تمنع البردَ والصقيع، كما أن عدم عزل الخيام والأرضَ الطينية تزيدُ من البرودة، فيما تغيب التدفئة المناسبة بسبب تردّي أوضاع النازحين المعيشية، و يضطّرون لاستخدام مواد غيرِ صحيّة في التدفئة كالنايلون والأحذية المستعملة.
وفي ريف إدلبَ الشمالي هطلتْ أمطارُ غزيرة أدّت لتشكّل السيول وتجمّعِ الأمطار في الأماكن المنخفضة ما خلّفً أضراراً بـ 15 مخيماً في مناطق أطمة وسرمدا في ريف إدلب الشمالي، وقطعَ الطريق عن بعضها، وتضرّرت أكثرُ من 760 خيمةً بشكلٍ كلّي (دخلت إليها المياهُ أو غمرتها) فيما تضرّر نحو 600 خيمةٍ بشكلٍ جزئي (أحاطت بها المياهُ أو تسرّبت بشكلٍ جزئي إلى داخلها)، ويُقدّر عددُ العائلات التي تضرّرتْ بأكثرَ من 1000عائلة.
واستجابت فرقُ الدفاع المدني السوري لتلك المخيّمات وقامت بفتحِ مجاري لتصريف مياه الأمطار لإبعاد المياه التي حاصرت الخيامَ، ونقلِ العائلات التي تعرّضت لغرق خيامها إلى خيام أخرى بذات المخيم أو إلى أقرباءَ لتلك العوائل في مخيّمات أخرى، كما تمَّ جرفُ الطين وفتحُ الطرقِ لتلك المخيّمات.
ونوّهت “الخوذ البيضاء” إلى أنَّ المأساة التي يعيشها النازحون لا يمكن حلُّها عبرَ تقديمِ الخدمات للمخيّمات ولا بناءِ مخيمات إسمنتية فمعاناتهم أعمقُ من مجرد السكن، كما أنَّ توطين النازحين في المخيّمات ليس بحلٍ، وهو انتقاصٌ من حقّ المدنيين في العيش الآمن في منازلهم، إنَّما الحلُّ الجذري والوحيد يكون في توفيرِ الأمان للمدنيين للعودة إلى مساكنِهم وعندها تتضاءل الحاجةُ للدعم الإنساني والإغاثي.
وختمت بأنَّ المجتمع الدولي مطالبٌ بالضغط على النظام وروسيا، وعدمِ الاكتفاء بالتعامل مع معالجة بعضِ النتائج الكارثية للتهجير دون إنهاءِ المشكلة ومحاسبةِ النظام على جرائمِه وإعادة المهجٍرين والنازحين، وإيجاد حلّ سياسي وفقَ القرار 2254 يضمن العيشَ بسلام والعودة الآمنة لجميع المدنيين وينهي الآلامَ التي يعانيها السوريون في مخيّمات القهر.