“الخوذُ البيضاءُ” تحذّرُ من كارثةٍ إنسانيّةٍ وحربٍ من نوعٍ آخرَ تستهدفُ المدنيينَ في المناطقِ المحرّرةِ

قال “الدفاع المدني السوري” إنَّ فرقه استجابت منذُ بداية العام حتى يوم الأحد الماضي 30أيار لـ 832 حريقاً في شمالِ غربي سوريا، من بينها 210 حرائق بمناطق زراعيّة وحراجيّة

وذكر “الدفاع المدني” في تقريرٍ له أنَّ حرائق زراعيّة وحراجيّة اندلعتْ في عدّة مناطق من شمالِ غربي سوريا، أمس الاثنين 31 أيار، مبيّناً أنَّها خلّفت خسائرَ ماديّة كبيرة.

ذلك في وقتٍ يعاني فيه المزارعون من ظروف صعبة نتيجةَ شتاءٍ جافٍ أدّى لانخفاض الإنتاج الزراعي بشكلٍ كبير، فيما يواصل نظامُ الأسد القصفَ الممنهج على الأراضي الزراعية لإحراق المحاصيل.

وأوضح أنَّه احترق نحو 300 دونم مزروعة بالقمح والجلبان وحبّة البركة، في قرى “المشيك والزيارة والقرور في سهل الغاب”، مشيراً إلى أنَّ رصدَ قوات الأسد للمنطقة عرقلَ وصول فرقِ الإطفاء في الدفاع المدني السوري لكافةِ الحرائق وإخمادها.

وفي ريف إدلب الغربي اندلعت أيضاً حرائقُ حراجية في بلدة الناجية، ما أدّى لاحتراق أكثرَ من 10 دونمات، وتمكّنت فرقُ الإطفاء من السيطرة على الحريق ومنعِه من الوصول لأراضٍ زراعيّة مجاورة بعدَ عملٍ استمرَّ نحو أربعِ ساعات بمعدّات بسيطة بسبب وعورة المنطقة ورصد قوات الأسد لطريق سيارت الإطفاء، فيما اندلع حريقٌ آخر في بلدة القادرية بالريف نفسه.

كما أخمدت فرقُ الإطفاء حريقين اندلعا في أراضٍ زراعية في ريفِ حلبَ، الأول على أطراف مدينة عفرين بينما الآخر بالقرب من بلدة سجو.

وأكّد “الدفاع المدني” أنَّ فرقه استجابت منذ بداية العام حتى نهاية شهر أيار لـ 832 حريقاً في شمالِ غربي سوريا.

ومن بين هذه الحرائق، 210 حرائقَ بمناطق زراعيّة وحراجيّة، و 77 حريقاً في مخيّمات النازحين، و 281 حريقاً في منازل المدنيين ومحلات تجارية.

وأدّت تلك الحرائق لوفاة 8 أشخاص، فيما أنقذت فرقُ “الدفاع المدني” 100 شخصاً على قيدِ الحياة، وفقاً لتقرير “الخوذ البيضاء”.

ونوَّه إلى أنَّ شهر أيار شهد ارتفاعاً واضحاً بعددِ الحرائق، حيث استجابت فرقه 366 حريقاً، وأرجعت “الخوذ البيضاء” ازديادَ الحرائق لارتفاع درجات الحرارة، إضافة لتعمدِ قوات الأسد استهداف الأراضي الزراعية بالتزامن مع موسم الحصاد.

مبيّناً أنَّ القصف المدفعي المتكرّر على قرى سهل الغاب وجبل الزاوية أدّى لحرائق التهمت مئاتِ الدونمات من المحاصيل الزراعية.

وحذّر “الدفاع المدني” من أنَّ شمالَ غربي سوريا مقبلٌ على كارثة إنسانية وحربٍ من نوع آخر تستهدف المدنيين بقوتِ يومهم يشنُّها نظام الأسد، وذلك من خلال قصف الأراضي الزراعية بالتزامن مع موسم الحصاد.

وذلك بالتزامن مع محاولات الاحتلال الروسي منعِ إدخال المساعدات الإنسانيّة عبرَ معبرِ باب الهوى، ما يهدّد حياة أكثر من 4 ملايين مدني، بينهم أكثرُ من مليوني مهجّرٍ قسراً يعيشون في مخيّمات الشريط الحدودي التي تفتقد للحدِّ الأدنى من مقوّمات الحياة، في ظلِّ أزمة إنسانيّة غيرِ مسبوقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى