الدفاعُ المدنيُّ: روسيا تواصلُ نشرَ الموتِ في ريفِ إدلبَ
قال الدفاع المدني السوري إنَّ روسيا ومنذ تدخّلها العسكري المباشر كحليفة لنظام الأسد في حربه على السوريين قبلَ أكثرَ من 8 سنوات تواصل نشرَ الموت عبرَ طائراتها الحربية، وتدميرَ البنى التحتية في سوريا، في ظلِّ تغاضي المجتمع الدولي عن جرائم روسيا في سوريا وإفلاتها من العقاب، ما جعلها تصدّر سياستها التي تهدف في الدرجة الأولى القتل، إلى دول أخرى دون رادعٍ عن كلِّ الجرائم.
وأوضح الدفاع المدني في تقرير أنَّ نظامَ الأسد وروسيا صعّدا بشكلٍ خطير وممنهج قصفَهما الصاروخي والجوي على شمال غربي سوريا خلالَ خمسة أيام امتدت بين 4 حتى 8 تشرين الأول، وذلك باستخدام أسلحةٍ حارقةٍ وعنقودية محرمة دولياً.
وأدّت هذه الهجمات خلال الأيام الخمسة لاستشهاد وجرحِ أعداد كبيرة من المدنيين، وبيّنَ الدفاع المدني أنَّ فرقَه وثّقت استشهادَ 46 مدنيّاً بينهم 13 طفلاً و9 نساء، فيما جُرح في هذه الهجمات 213 مدنيّاً بينهم 69 طفلاً و41 امرأةً.
ووفقاً للدفاع المدني، فقد تركّزت الهجماتُ الممنهجة التي شنّها نظامُ الأسد وروسيا على المدن والبلدات، حيث تمَّ استهدافُ 50 مدينةً وبلدة في ريفي إدلب وحلب، بهدف قتلِ أكبرَ عددٍ ممكنٍ من السكان وذلك من خلال تعمّد استهداف الأماكن المكتظة وتدمير البنية التحتية والمرافق العامة، بهدف تهجيرِ المدنيين وتدميرِ كافّة أشكال الحياة التي تدعم استقرارَهم.
وأشار إلى أنَّه استجابَ بين 4 حتى 8 تشرين الأول، لـ 148 هجوماً مدفعيّاً وصاروخيّاً وجويّاً،من قِبل نظام الأسد وروسيا، استخدم فيها مئاتِ القذائف والصواريخ، منها 7 هجماتٍ جويّة روسيّة، و 59 هجوماً صاروخيّاً (باستخدام مئات الصواريخ) 74 هجوماً (باستخدام مئات القذائف) إضافةً لـ 4 هجمات بصواريخ محمّلةٍ بذخائرَ حارقة مُحرمة دولياً.
ولفت الدفاع المدني إلى أنَّه استجابَ منذ بداية العام الحالي 2023 حتى يوم 8 تشرين الأول لـ 910 هجوماً على مناطقَ شمالَ غربي سوريا من قِبل قوات الأسد وروسيا ومن مناطق السيطرة المشتركة لقوات الأسد وميليشيا “قسد”، وأدّت هذه الهجمات لاستشهاد 108 مدنيين، بينهم 24 طفلاً و 15 امرأةً، وإصابة 501 مدنياً، بينهم 162 طفلاً و 76 امرأةً.
كما شنّت الطائرات الحربية الروسية منذ بدايةِ العام الحالي 2023 حتى يوم 8 تشرين الأول 38 هجوماً على 25 مدينةً وبلدةً شمالَ غربي سوريا، أدّت لاستشهاد 17 مدنيّاً بينهم طفلٌ وامرأةٌ، وإصابة 91 مدنيّاً بينهم 20 طفلاً و 7 نساء.
وشدّد الدفاع المدني على أنَّ استمرارَ استهداف المدنيين والهجمات الممنهجة ينذر بكارثة إنسانيّةٍ جديدة ويزيد من حالة عدم الاستقرار ويدفعهم إلى النزوح، ويقوّضُ العمليةَ التعليميّة مع بدء العام الدراسي الجديد، وسطَ أوضاع صعبة جداً تعانيها المنطقة مع استمرارِ حرب نظام الأسد وروسيا لأكثرَ من 12 عاماً وبعد زلزال 6 شباط المدمّر الذي لم يتعافَ منه المدنيون حتى يومنا هذا.
وقال إنَّه يجب على المجتمع الدولي أنْ يتّخذَ إجراءاتٍ فعليّة لوقف القصف الممنهج على مناطق شمال غربي سوريا، ويتصدّى للإفلات من العقاب وأنْ يحميَ المدنيين والقوانين التي تنظّم استخدامَ القوة، وإنّ تحقيق العدالة والسعي إليها بإصرار يجب أنْ تكونَ أولويةَ البشرية حتى لا يشعر أيُّ دكتاتور أو بلد أنَّ لديه الضوءَ الأخضر لارتكاب الفظائع والانتهاكات، إذا تمّت محاسبةُ القوات الروسية وحليفِها نظام الأسد على جرائمهم، هذا يعني أنَّ أيَّ مستبدٍّ ومجرم في العالم سيُحاسب مستقبلاً، لكن إفلاتهم من العقاب يعني أنَّ الجريمة التالية ستكون مسألةَ وقتٍ فقط.