الذكرى السنويةُ الثالثةُ لرحيلِ حارسِ الثورةِ السوريةِ ومنشدِها “عبدِ الباسطِ الساروتِ”

يصادفُ اليوم، الثامنُ من شهر حزيران من عام 2022، الذكرى السنويةَ الثالثة لاستشهادِ حارس الثورة السورية ومنشدِها “عبد الباسط الساروت”.

وفي مثل هذا اليوم قبل 3 سنواتٍ (يوم السبت الثامن من شهر حزيران لعام 2019)، استُشهد الساروت (27 عاماً)، متأثّراً بإصابات بليغةٍ في معارك ضدَّ قواتِ الأسد بريف حماةَ الشمالي، حيث كان يقاتلُ ضمن فصيلِ جيش العزة، والذي انضمَّ إلى صفوفِه مطلعَ 2018.

في مثل هذا اليوم، زفَّته “خنساءُ سوريا” أمُّ الوليد والدةُ الشهيد الرمز “عبد الباسط الساروت” شهيداً جديداً على دربِ الحرية الطويل، بعد أنْ فقدتْ زوجَها وخمسةً من أبنائها من إخوة الساروت، شهداء أخيار على دربِ الثورة، والتي أمدّتْ الساروت” بالعزيمة والقوة ليكملَ طريق رفاقه وإخوته، قبلَ أنْ يلحق بركبهم شهيداً إلى جنانِ الخلد التي طالما طلبَها في أهازيجه وأناشيده.

“الساروت” هو رمزٌ من رموز الثورة السورية الذين خطّوا بدمائهم وبطولاتِهم وثباتهم دربَ التحرير الطويل الذي قدّمت فيه ثورةُ الأحرار في سوريا عشراتِ آلافِ الشهداء الأبرار، تخطّى اسمُه حدودَ الوطن السوري وعُرف في كلّ بلادِ العالم، وصدح صوتُه في المظاهرات السلمية منذ بداياتها ولا زالت تتردّد أهازيجُه وأناشيدُه وعباراتُه في المظاهرات السلمية في الساحات والمحافلِ الثورية، خلّدها بصوته وحسِّه الثوري لتبقى بعدَّه شاهداً على نضاله في وجه النظام وحلفائه.

نشأ “عبدالباسط ممدوح الساروت” (تولّد كانون ثاني 1992)، في حي “البياضة” بحمصَ، وهو أحدُّ نجومِ كرة القدم الشباب في سوريا، ولعب حارساً لفريق شبابِ نادي الكرامة، ومنتخبِ سوريا للشباب، تحت سن 21 عاماً، وفازَ بلقبِ ثاني أفضلِ حارس مرمى في قارة آسيا.

التحق “الساروت” بالثورة السورية منذُ بدايتِها في آذار 2011، وأصبح في عمر العشرين رمزاً للثورة التي كانت سلميّةً في بادئ الأمر، وحين جوبِهتْ بالقوة حملَ السلاح وخاضَ معارك كثيرة كان آخرُها بريف حماة حيث استُشهد.

خلال التظاهرات السلميّة، برز “الساروت” كمنشدٍ يردّد الهتافاتِ الثورية تحفيزاً للمتظاهرين الذين كانوا ينادون بإسقاط نظامِ الأسد.

كان من بين تلك الأناشيد “جنّة يا وطنّا”، “يا يما توب جديد”، “حانن للحرية”، “راجعين على حمص”، و”لأجل عيونِك يا حمص”، كذلك طُبعت صورتُه على طوابع بريدية صمَّمها ناشطون معارضون في العام 2012 لتوثيق الثورةِ السورية ضدَّ نظام الأسد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى