العاصفةُ الهوائيةُ تضاعفُ من معاناةِ المنكوبينَ بعدَ الزلزالِ في شمالِ غربي سوريا
شهدت مناطقُ شمالَ غربي سوريا على مدى اليومين الماضيين عاصفةً هوائية، أدّت لمضاعفة معاناةِ آلاف العائلات المنكوبة التي دمَّرَ الزلزال منازلَها أو تصدّعتْ وتعيش في مخيمات إيواءٍ مؤقّتةٍ بُنيت على عجل.
ووفقاً للدفاع المدني السوري، فقد تسبّبت العاصفةُ الهوائية بمقتل رجلٍ وإصابة اثنين آخرين في مدينة إدلب التي انهارَ فيها 4 جدرانٍ كانت متضرّرةً جرّاءَ الزلزال الأخير الذي ضرب مناطقَ شمالَ سوريا وجنوبَ تركيا الشهر الفائت 6 شباط.
كما تسبّبت الرياحُ القوية بأضرارٍ في 10 مخيّمات مجهّزةٍ حديثاً لإيواء منكوبين ناجين من الزلزال في ريف إدلب الغربي والتي لحق الضررُ فيها بأكثرَ من 96 خيمةً اقتلعتها الرياح بشكلٍ كاملٍ، و 13 خيمةً تضرّرت بشكلٍ جزئي، وتضرّرت 10 خيامٍ بشكل كلّي في 3 مخيّمات للمهجّرين في ريف إدلب الغربي.
كذلك انهار 16 جداراً بسبب الرياحِ الشديدة في مدن إدلبَ وإعزاز وكفرتخاريم وقرى وبلدات فريكة وقميناس وملس والمسطومة وبداما ومورين في ريف إدلبَ.
وأشار الدفاعُ المدني إلى أنَّه وثَّق انهيارَ أكثرَ من 550 مبنىً بشكلٍ كلي بعدَ الزلزال المدمِّر، بينما تضرَّرَ بشكل جزئي أكثرُ من 1570 مبنىً وآلافُ المباني والمنازل تصدّعت في عموم مناطق شمال غربي سوريا، لافتاً إلى هذه كلِّها تتأثّرُ بالعوامل الجوية وتشكلُ خطراً على حياة المدنيين.
كما شرّد الزلزال بشكلٍ مباشر أكثرَ من 40 ألفَ عائلةٍ في العراء أو في مخيمات إيواء مؤقّتةٍ بُنيت على عجلٍ وبظروف طارئة، يهدّدها ضعفُ البنية التحتية والظروف الجوية وانعدامُ مرافق الإصحاح وافتقارُ الكثير منها لمقوّمات الحياة ووسائلِ التدفئة التي هي من أهمّ الاحتياجات للمنكوبين في ظلِّ الأجواء الشتوية التي يمرُّ بها شمالُ غربي سوريا والانخفاضِ في درجات الحرارة ليلاً.
وأوضح الدفاع المدني أنَّ المدنيين في شمالِ غربي سوريا يعيشون أوضاعاً صعبة ومأساةً قديمة متجدّدة خلّفتها حربُ نظامِ الأسد وروسيا على المدنيين وفاقمَها الواقعُ الخدمي في مخيّمات التهجير وبنيةٌ تحتيّةٌ هشّةٌ وغيابٌ لمقوّمات الحياة فيها، لتزيدها كارثةُ الزلزال والهزّات الارتدادية والعواصفِ التي ضاعفت من أعداد المتضرّرين والقاطنين في مخيّمات الإيواء ومخيّمات التهجير.