العبودُ يبرّر هجموَمه على بوتينَ، والصالحُ يصفُ العبودَ بجنرالِ الضجيجِ الإعلامي.
برّر أمين سرّ مجلس الشعب التابع لنظام الأسد “خالد العبود” الهجوم الغيرَ المسبوق الذي شنّه قبل أيام على روسيا وبوتين” فيما وصف “نبيل الصالح” عضو المجلس ذاته انتقادات “العبود” بـ”الهراء”.
وقال “العبود” إنّ ما على صفحته في فيسبوك هو محاكاة لفرضيات الإعلام الروسي الذي تناول خلال الأسابيع الماضية “قضايا ومسائل سورية سيادية” تخصّ السوريين فقط وتنال من “رموز سورية هامة”، في إشارة للانتقادات التي طالت بشار الأسد والفساد المستشري في مؤسساته.
وقد كان قبل أيام قد نشر العبود الاعتذار عن مقاله الذي حمل عنوان “ماذا لو غضب الأسد من بوتين؟”، استعرض خلاله ما وصفه بسيناريوهات يمكن للنظام الأسد أنْ ينفّذَها في روسيا في حال عرّضت مصالحه للخطر، كاعتبار قواتها في سوريا قوات احتلال والبدء بمحاربته, وواصفاً من يطالبه بذلك بأنّهم “متثاقفون” وأنّ عليهم السكوت والتوجّه نحو “كش الذباب” في تلك الأثناء خرج زميله في البرلمان “نبيل صالح” للردّ عليه من جديد واصفاً إياه بأنّه “جنرال الضجيج الإعلامي”.
كما دعا “الصالح” في منشور على صفحته الشخصية على موقع فيسبوك “خالد العبود” لسحب المقال واعتباره مجردَ “نكتة” بشكل “محترم وأسلم من الأوهام”، على حدّ قوله.
وانتقد عضو برلمان النظام السوري “الصالح” مقالة “خالد العبود” التي هاجم بها “بوتين”، معتبراً أنّه “ليس من الحكمة أنْ يهدّد الحليف الروسي وجيشَه ولو بطريقة المداورة”، متوجّهاً إليه بالقول: “مقالك هذا أشبه بمحاولة تربيع الدائرة، وهو سيّئ في التقييم السياسي، بل هو مجرد هراء يبلبل رأي المؤيدين ويقسّمهم”.
في تلك الأثناء قال العبود محاولاً تبرير مقاله وقوله، في منشور على موقع فيسبوك إنّ ما أكتبه لا يمثل أيّ مؤسسة رسمية في نظام الأسد وإنّما يعبّر عن رأي الشخصي فقط، وأنّه ليس مخوّلاً للتحدث باسم أيّ من مؤسسات النظام لا التشريعية ولا الحزبية، مضيفاً أنّ الهدف من ذلك المقال هو “محاولة لاستنهاض الوعي الجمعي” لدى الموالين لـ”الأسد” بشكل يحاكي ما ينشره الإعلام الروسي والتصدّي له.
الجدير بالذكر أنّ “الصالح” هاجمه اليوم الأحد في منشور له على “الفيس بوك”، “زعم الفرزدق أنْ سيقتل مربعاً .. أبشر بطول سلامة يا مربع..، فصاحب نظرية المربعات الأمنية وجنرال الملّل التلفزيوني والضجيج الإعلامي، أصرّ على تهديده القيصر بوتين في ملحفة!!!!
ثانية بعد الملحفة الأولى، متهماً فيها الساخرين من خطته الفانتازية لإخراج (المحتل الروسي) بعقلهم ووطنيتهم”.
وأضاف أنّ “ربيبنا البرلماني يأتي ليبرّر اليوم أنّ ما كتبه بالأمس كان ردّاً على إساءات الصحافة الروسية للرئيس الأسد، وكأنّ الرئيس بكلِّ حنكته وقوته والدولة والشعب من حوله يحتاج إلى ظاهرة صوتيه تنافح عنه”.
كما حاول صالح التبرير لماكينات الإعلام الروسية قائلاً، إنه “وبالعودة إلى اتهام الإعلام الروسي، فالمعروف أنّ إعلامه الخاص تحرّكه المافيات ورجالُ الأعمال واللوبي اليهودي، وهو أحياناً يهاجم بوتين ودائرته المقرّبة فما بالك بحلفائه”.
وأضاف أنّه ” كان الأجدر به الردّ على الإعلام الروسي الذي هاجمنا، لأنّ الدفاع عن الوطن لا يكون بتحدي حلفاء الوطن، فشعب الرئيس الأسد يحب بوتين على محبة رئيسه، حتى أنّهم لقّبوه (بو علي بوتين)”.
ودعا “صالح” زميله “العبود” للكفّ عن مهاجمة بوتين قائلاً، إنّه ” لهذا فإنّنا ندعو جنرال التلفزيون وسائر المحطات الفضائية والأرضية فكّ الاستنفار لكي يتمكّنَ الرئيس بوتين أنْ ينامَ بسلام، ونسرّ له أنّ هذه الهجمة وما سيليها لتخفيف شعبية الرئيس قبل الاستحقاق الرئاسي القادم، وإرباك الانتخابات البرلمانية، كانت مرصودة في دوائر القرار السوري، وبالتأكيد فإنّ دوائر القرار الروسي ستكون مع الشعب والرئيس السوري كما كانت من قبلُ”.
وختم “صالح” حديثه بطرفة ساخرة نقلها بالقول إنّه ” أحد جنودنا الظرفاء كتب على صفحته متسائلاً: يعني هلق بس نشوف واحد روسي منقوصة أو مننتظر شوي؟ شو بدو خالد العبود بالضبط؟”.
وأضاف أنّ “كل ذلك يأتي ضمن ما يجري في سوريا من صراع روسي إيراني للسيطرة على إدارة مقاليد الأمور بسوريا وخاصة الملف الاقتصادي في مرحلة ما بعد انتهاء الحرب، حيث تريد روسيا الهيمنة على مشاريع إعادة الإعمار في سوريا، وخاصة أنّها توصّلت لتوافق مع أمريكا على إخراج إيران من سوريا”.
وتابع أنّ “رفضه الاعتذار أرادوا منه إعطاء أهمية أكبر لتلك التصريحات، لكن لن يكونَ لهذه التصريحات أيُّ تأثير كونها لم تصدر من مصدر رسمي، وكون روسيا يبدو أنّها حسمت موقفها بشأن الحلّ بسوريا، في ظلّ ما تعانيه من أزمة اقتصادية حادّة بسبب تراجع أسعار النفط وأزمة فيروس كورونا”.
تجدر الإشارة انّ العبود يوم امس السبت، أعلن “العبود” عن رفضه الاعتذار عما كتبه بحقّ الروس، مشيداً في الوقت ذاته بالصداقة الحميمة مع “حزب الله وإيران”، مرجعاً سببَ هجومه هذا إلى أنّ الإعلام الروسي تطاول على كرامة السوريين الوطنية، إلا أنّ ذلك كله لم يلقَ قبولاً أو ترحيباً بين الموالين أنفسهم مطالبين بأنْ يصدرَ تصريح رسمي من مجلس الشعب أو من وزارة الإعلام التابعة للنظام السوري بهذا الخصوص.