القابونُ يتحوّلُ من حيٍّ سكنيٍّ إلى مشروعِ كسّاراتٍ وموادِ بناءٍ

بدأ رجل الأعمال المقرّب من نظام الأسد “محمد حمشو” بمشروع تحويل الردم الناجم عن تفجير الأبنية، في حي القابون الدمشقي، إلى بحص ورمل، ليتمَّ الاستفادة منها مجدّداً في البناء.

يأتي ذلك المشروع بعد أنْ كان يتركّز العمل سابقاً، في حي القابون والمناطق المدمّرة الأخرى، على سحب المعادن وإعادة تدويرها، أو تجميعها وبيعِها كحديد مقصوص.

وبحسب مركز الغوطة الإعلامي, تتمّ عملية طحن الردم داخل الحي، ويتركز العمل حالياً على أبنية مشروع علوان، حيث يتمّ بدايةً سحب الحديد وبقية المعادن من الأبنية وقصّها وتجميعها في منطقة “جسر الحوارنة” في حارة البعلة داخل الحي، ثم تتمّ عمليةُ طحن الردم وتحويلِه إلى بحص ورمل، ثم يتمّ ترحيلُه يومياً بقوافل السيارات إلى مناطق أخرى.

وتتمّ عمليةُ تدوير مواد البناء في القابون بالتعاون بين “حمشو” وضباط من الحرس الجمهوري في قوات الأسد، حيث يشرف عناصر من الحرس الجمهوري بشكلٍ مباشر على الأعمال. كما يتولى الحرس الجمهوري عمليات تفجير الأبنية المراد إعادة تدوير مواد البناء فيها.

وتمنع أجهزة نظام الأسد الأمنية أهالي حي القابون من الدخول إلى الحي إلا بموجب موافقات أمنية، ويكون الدخولُ حصراً يومي الخميس والجمعة، وتجبرُهم على دخولِ الحي سيْراً على الأقدام، بدون سيارات، وتركِ أوراقهم الثبوتية على الحواجزِ عند مدخل الحي. باستثناء بعض العائلات التي لا تزال تعيش داخل الحي، وهي التي لم تغادرْه سابقاً منذ بداية الثورة، ويتركّز تجمعها في منطقة ساحة القهوة وأبنية أوغاريت، وتعاني هذه العائلات من التضييق على الحركةِ والتنقلِ.

ويُعدُّ حي القابون الدمشقي منطقة عسكرية بامتياز، إذْ يحدّهَ من الشرق الوحدات الخاصة والشرطة العسكرية، ومن الشمال كلية الشرطة، ومن الغرب معمل سيرونكس الذي تحوّل إلى ثكنة عسكرية، ومن الجنوب فرع المخابرات الجوية.

وسيطرت قوات الأسد على أحياء القابون وبرزة وتشرين عام 2017 بموجب اتفاق بين نظام الأسد وفصائل الثوار هناك، وتمّ تهجيرُ جميع الأهالي الرافضين للاتفاق إلى الشمال السوري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى