المعارضةُ السوريةُ تحذّرُ من كارثةٍ إذا أصابَ كورونا المعتقلينَ بعدَ وفاةِ حارسينِ في سجنِ عدرا

حذّرت المعارضة السورية من كارثة إذا انتشر الفيروس التاجي في السجون التي يسيطر عليها نظام الأسد بعد وفاة اثنين من الحرّاس في دمشق هذا الأسبوع بسبب الفيروس، حيث أعاد الوباء الأضواء مرّة أخرى إلى الوضع المزري داخل سجون النظام التي تحتجز مئاتِ السجناء والمعتقلين السياسيين.

وقال “هادي البحرة” الرئيس المشارك للجنة الدستورية للمعارضة السورية لصحيفة ذا ناشيونال: “إنّهم مكتظون، ولا توجد نظافة أو خدمات طبية في الداخل، إذا انتشر المرض فسيكون ذلك مشكلة كبيرة، حيث أنّ اثنين من حرّاس سجن عدرا، وهم (حسن إسماعيل) و(ياسر العقاد) قد توفّيا هذا الأسبوع”.

وقال “البحرة”: “إذا وصل المرض إلى الحراس الذين يتمتعون بحرية الحركة والعيش في ظروف أفضل من أولئك المحتجزين، فيمكنك أنْ تتخيّل على وجه اليقين أنْ الفيروس موجود في السجن وبين المعتقلين”، سوء الصرف الصحي ونقص الوصول إلى المياه النظيفة والاكتظاظ الشديد في السجون يعني أنّ الفيروس يمكن أنْ ينتشر بسرعة.

وقال “البحرة”: إنّ “المعارضة تلقت تقاريرَ عن حالات مؤكّدة لفيروس كورون في سجن حماة، لكنّها لم تتمكّن من التحقّق من العدد الدقيق.

وقالت “سارة كيالي” الاختصاصية السورية في “هيومن رايتس ووتش” لـ “ذا ناشيونال”: إنّ “حراس السجون لديهم تفاعل كبير مع السجناء في سجون النظام”، وقالت: “إنّهم يعذبونهم في كثير من الأحيان، وينتهكونهم جنسياً، وهم على اتصال في كثير من الأحيان بما يكفي ليقولوا أنّ هناك خطر كبير من الإصابة بالعدوى، خاصة إذا تمّ إبقاء ذلك سرياً ولم يتمّ اتخاذ الإجراءات المناسبة”، وقالت “كيالي”: “لم تتمكن هيومن رايتس ووتش من تأكيد وفاة حرّاس السجن”.

وأشار مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا “جير بيدرسن” الشهر الماضي إلى خطر الإصابة بـ Covid-19، وهو مرضٌ تنفسي شديد العدوى يسببه الفيروس التاجي ويتسارع عبْرَ سجون البلاد، وحثّ على اتخاذ إجراءات سريعة لتحرير السجناء.

يقول محققو الأمم المتحدة ونشطاء حقوق إنسان غربيون إنّ “نظام الأسد اعتقل وعذّب عشرات الآلاف منذ بدءِ النزاع في 2011″، وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنّها بدأت في دعم مجموعة متنوّعة من الإجراءات الوقائية ضد Covid-19 في بعض مناطق الاحتجاز في سوريا.

وقالت “إنجي صدقي” المتحدّث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى سوريا: إنّ “ذلك يشمل التبرع بمستلزمات النظافة للمحتجزين، فضلاً عن المعدّات والمواد الوقائية مثل المطهرات والقفازات والنظارات الواقية والأثواب للسجون المركزية التابعة لوزارة الداخلية”، وقالت “صدقي”: “الخطّة هي تغطية 10 سجون مركزية من أجل الحدّ قدرَ الإمكان من مخاطر Covid-19 على المعتقلين”.

وتخشى المعارضة أنّه “مع وجود نظام صحي مدمّر وقلّة عدد الأطباء لن تتمكّن البلاد من احتواء الفيروس إذا انتشر”، حيث يعيش أكثر من 80 في المائة من السكان في فقر وتشريد الملايين ومئات الآلاف محاصرون في مخيمات مكتظّة.

قال “البحرة”: إنّ “الوضع في شمال غرب سوريا الذي يستضيف 4.5 مليون شخص قد تدهور بشكلٍ حادٍ في الأشهر الأخيرة”، حيث أجبرت الغارات الجوية للنظام وللروس ما يقرب من مليون مدني على الفرار نحو الحدود التركية منذ كانون الأول.

وقال “البحرة”: “يوجد حالياً وقف إطلاق نار هشّ، خلال الأشهر الثلاثة الماضية كان هناك أكثر من 580 هجمة استهدفت المنشآت الطبية والأفراد، غالبية هذه المرافق الطبية معطّلة”، وأضاف: “ليس لدينا ما يكفي من أسرّة المستشفيات وأسرّة وحدة العناية المركزة والمراوح والأطباء، لذا فإنّ المنطقة الأكثر خطورة هي الشمال الغربي”.

وتقول منظمة الصحة العالمية إنّها تتعامل مع نقص عالمي وتعمل على جمع الموارد لسوريا، التي تسميها مجالاً ذا أولوية، وقال “البحرة”: إنّ “منظمة الصحة العالمية سلّمت فقط مجموعات اختبار لـ 5،300 شخص على مساحة 4.5 مليون”، ويذكر أنّه حتى الآن فإنّ العدد الرسمي لسوريا هو 42 إصابة ووفيتان، كلّها في دمشق وما حولها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى