المونيتور: روسيا وتركيا تتنافسانِ على إدلبَ رغمَ إظهارِ التعاونِ الوثيقِ

اعتبر موقع “مونيتور” الأمريكي، أنّ “المؤشرات الحالية تدلّ على أنّ تركيا تستعد للبقاء فترة طويلة في المناطق الخاضعة لسيطرتها في سوريا، بغضّ النظر عن التكاليف المالية والتبعات السياسية”.

وأوضح الموقع، أنّ أنقرة تشرع بتأسيس بنية تحتية ومؤسسات يشرف عليها مسؤولون عسكريون ومدنيون أتراك، وذلك كخطوة ثانية بعد نشر عشرة آلاف جندي تركي في محافظة إدلب، وإرسال سبعة آلاف شاحنة عسكرية ومدرعات، بما فيها دبابات وأنظمة دفاع جويّ استقدمتها على دفعات، منذ شباط الماضي.

وأرجع دوافع أنقرة في ذلك، إلى “فشلها فيما مضى بإنشاء منطقة آمنة بعمق 30 كيلومتراً على طول حدودها مع سوريا، ولذلك هي متمسّكة بما حصلت عليه بعد إزاحة غيوم الحرب من فوق إدلب”.

وأشار إلى عودة النشاط العسكري في إدلب خلال الأسابيع الماضية من قِبَلِ قوات الأسد وسلاح الجو الروسي، دفع إلى الاعتقاد بأنّ وقفَ إطلاق النار المتفق عليه في آذار الماضي بين أنقرة وموسكو لن يستمرَّ طويلاً، لا سيما أنّ المحادثات بين الرئيسين الروسي والتركي لم تحل الكثير من الخلافات الأساسية المتعلقة بإدلب.

ونقل الموقع عن محلّل السياسة الخارجية، أكدوغان أوزكان، قوله إنّ روسيا مهتمّة بالسيطرة الكاملة على طريق حلب- اللاذقية الدولي (M4)، كما أنّ الدوريات المشتركة فشلت في نزعِ فتيل التوترات المتزايدة على الطريق الدولي.

وأضاف أوزكان، أنّ روسيا تريد تأمين طريق “M4” لتوفير الأوكسجين لاقتصاد نظام الأسد، والذي سيكون أكثر هشاشة مع العقوبات الأمريكية الأخيرة.

ولفت “مونيتور” إلى أنّ الاتفاق مع موسكو أوكل لتركيا مهمة تطهير المنطقة من “العناصر الرديكالية”، ولكن أنقرة “فشلت بذلك حتى الآن”، في حين كان السماح ببقاء تركيا شمال الطريق الدولي “تنازلاً من روسيا”، رغم أنّ تركيا لم تحصل على ما كانت تتوقّعه في إدلب من موسكو، خلال محادثات آذار، بين البلدين.

وأضاء على مقال للكاتب التركي، حميد يغيت، اعتبر فيه أنّ روسيا “ليست في حالة مزاجية تسمح بتقديم أيِّ تنازلات أخرى لتركيا”، مشيراً إلى أنّ استئناف الغارات الجوية الروسية، وانتشار تركيا المتزايد يظهر أنّ “العمليات العسكرية في إدلب ستستأنف”.

وخلص موقع “مونيتور” إلى وجود تنافس بين روسيا وتركيا على إدلب رغم إظهار التعاون الوثيق، ورأى أنّ إلغاء زيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيين إلى أنقرة مطلع الأسبوع الحالي، يشير إلى أنّ “كلّ شيء ليس على ما يرام بين الجانبين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى