بدعمِه التدخّلَ الروسيَ .. الغارديان: “ابنُ سلمانَ” أنقذَ الأسدَ من الانهيارِ

كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية في تقريرٍ لها أمس الأحد, عن كواليس تدخّل الاحتلال الروسي العسكري في سوريا عام 2015 ودور الإمارات العربية المتحدة وولي العهد السعودي حالياً “محمد بن سلمان” في دعمه وتشجيعه.

وذكر تقرير الصحيفة, الحديث بأنّ ابن سلمان دعا الاحتلال الروسي سراً للتدخل في سوريا في وقتٍ كان فيه نظام الأسد قد أوشك على السقوط، يعتبر كالقنبلة المتفجرة، لأنّ السعودية كانت تدعم ظاهرياً المعارضة السورية المناهضة لنظام الأسد، وأدّى قصفُ الاحتلال الروسي للمدن التي يسيطر عليها المعارضون منذ ذلك الحين إلى استشهاد عشرات الآلاف من المدنيين السوريين.

وأورد التقرير أنّ مبادرة دعم المعارضة السورية المسلحة جاءت من ولي العهد السعودي السابق “محمد بن نايف “و”الجبري” بدعم من المخابرات المركزية الأميركية، وكانت تُعرف بـ”غرفة الرياض” لأنّ ممثلي الدول المشاركة فيها كانوا يجتمعون في بناية في الحي الدبلوماسي بالعاصمة السعودية الرياض.

وأضافت أنّ “غرفة الرياض” حقّقت نجاحاً في فرضِ بعضِ الانضباط والنظام على الدعم الغربي الخليجي للقوى المعارضة لنظام الأسد في 2014، لكنّ ذلك النجاح تبدّد في ربيع وصيف 2015 مع صعود “محمد بن سلمان” في سلم السلطة السعودية.

وأشار التقرير إلى أنّه وفي حزيران 2015، التقى “محمد بن سلمان” برئيس الاحتلال الروسي “فلاديمير بوتين” في “سانت بطرسبورغ”، وأعلنا عن إبرام العديد من اتفاقيات التعاون في النفط والطاقة النووية، لكن، ووفقاً لـ”الجبري”، فإنهما ناقشا دخول قوات الاحتلال الروسي في الحرب السورية.

وعندما سمعت “سي آي إيه” بهذه النقاشات، طلب “برينان” من الجبري أنْ يلتقيا بشكلٍ عاجل في العاصمة الإيرلندية “دبلن” في شهر تموز 2015, لإيصال الغضب الأميركي. وقال مصدرٌ على اطلاع باجتماعات الرجلين إنّ أميركا كانت متأكدة من أن الضربة القاضية ضد نظام الأسد كانت وشيكة الوقوع، وأن “بن سلمان” منحه قبلة الحياة.

ونسب التقرير إلى “الجبري” قوله إنّه عندما نقل الغضب الأميركي إلى مجلس الأمن القومي السعودي، غضب “محمد بن سلمان” منه، واعتبر ذلك تحدّياً لسلطته، وبدأ منذ تلك اللحظة في العمل على طردِ “الجبري” من منصبه يوم 10 أيلول 2015، أي قبل أقلّ من ثلاثة أسابيع من بدء غارات الاحتلال الروسي على سوريا.

وقال التقرير إنّ ولي عهد الإمارات “محمد بن زايد” هو الذي أقنع “محمد بن سلمان” بالاستيلاء على منصب ولي العهد، وتشجيع موسكو على التدخل العسكري في سوريا، بحجّة أنّ “بشار الأسد” إذا غادر السلطة فسيخلفه “الإخوان المسلمون”، وهم الأخطر على الحكومات في الخليج، وفقاً لوجهة نظر “ابن زايد”.

ونسبت “الغارديان” إلى دبلوماسي غربي سابق في الشرق الأوسط قوله, رغم أنّ مزاعم التواطؤ مع موسكو تضرُّ بولي العهد السعودي، فإنّ معظم الدبلوماسيين الغربيين، كما يقول التقرير، على قناعة بأنّ الاحتلال الروسي كان سيدخل الحرب في سوريا دون تشجيع سري من الأمراء السعوديين والإماراتيين.

وقال الدبلوماسي الغربي السابق “لا أعتقد أنّ بوتين قد اهتمّ بما يريده السعوديون والإماراتيون بشكل أساسي، لكنّه من المؤكّد قد استمتع برغبتهم في دخول الروس الحرب بسوريا، لأنّ ذلك كان بمثابة ضربة قوية لأميركا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى