بسببِ الجوعِ والفقرِ.. تقريرٌ يحذّرُ من موجةِ نزوحٍ مليونيّةٍ هرباً من سوريا
أصدر “مجلس اللاجئين النرويجي” تقريراً حذّرَ فيه اليوم، الاثنين 8 من آذار، من أنَّ الأزمة السورية قد تشهد نزوحاً ما لايقلُّ عن ستة ملايين سوري إضافي، خلال السنوات العشر المقبلة، إذا استمر الصراع السياسي وانعدامُ الأمن والتدهور الاقتصادي في سوريا.
وعزا التقريرُ ازدياد أعداد الخارجين من سوريا لأسباب منها البحث عن الأمان، وخلقُ فرص جديدة لإعادة بناء حياتهم، بسبب ما يفرضه الواقع المعيشي المتدنِّي، وارتفاع معدلات الفقر إضافة إلى استمرار العمليات العسكرية التي تهدّد أمنهم.
ووصف الأمين العام لـ “المجلس النرويجي للاجئين”، يان إيجلاند، العقد الماضي منذ 2011، بأنَّه “عقدٌ من العار على الإنسانية”.
وقال إيجلاند إنَّ “اللامبالاة القاسية تجاه ملايين الأطفال والأمهات والآباء السوريين الذين حُرموا من منازلهم وحياتهم، هي إدانة دامغة لأطراف هذه الحرب القاسية ورعاتها”.
وطالب إيجلاند، بضرورة اتخاذ المجتمع الدولي إجراءات عاجلة لعكس هذا المأزق، مشيرًا إلى أنَّه إنْ لم يتحرَّك المجتمع بأسره، فإنَّ العقد المقبل سيستمر ُّفي جلبِ المعاناة وتشريدِ عدّةِ ملايين أخرى.
ووفق مقابلاتٍ أجراها “المجلس النرويجي للاجئين”، فقدَ بعضُ اللاجئين السوريين أملهم في العودة إلى وطنهم في ظلِّ الظروف الحالية، وقال البعض الآخر إنَّهم من الممكن أنْ يعودوا إلى سوريا في المستقبل القريب إذا جرتْ تسويةٌ سياسية تضمن سلامتهم.
وبحسب التقرير، قُدّر متوسط أعداد اللاجئين والنازحين السوريين، منذ 2011، ب 2.4 مليون شخصٍ سنويًا تقريبًا.
وفي عام 2020 الماضي، عاد 467 ألفَ سوري إلى سوريا، بالمقابل خرج 1.8 مليون شخصٍ من سوريا، ما يعني أنَّه بمقابل كلِّ شخصٍ عاد إلى البلاد خرج منها أربعة أشخاص آخرين، وفقَ التقرير.
ويُعتبر لجوءُ بعضِ الدول إلى الإعادة القسرية للاجئين السوريين إلى سوريا، “انتهاكًا واضحًا لمبدأ القانون الدولي، الذي يحظّر على الدول إعادةَ الأشخاص إلى المناطق التي قد تكون حياتهم فيها معرَّضةً للخطر”، بحسب التقرير.
ويعاني 12.4 مليون شخصٍ في سوريا، أيْ حوالي 60% من السكان، من انعدام الأمن الغذائي، في “أسوأ” حالة أمن غذائي شهدتها سوريا على الإطلاق.
ويُعدُّ هذا الرقم أعلى نسبةُ سُجلت على الإطلاق، وفقًا لنتائج تقييم الأمن الغذائي على مستوى البلاد الذي أُجري في أواخر عام 2020، بحسب تقرير لبرنامج الأغذية العالمي (WFP).
وتتصدَّر سوريا قائمة الدول الأكثر فقرًا في العالم، إذ يعيش تحت خطِّ الفقر في سوريا 90% من السوريين، بحسب ممثِّلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، أكجمال ماجتيموفا.
ويعاني السوريون على اختلاف مناطق إقامتهم في سوريا من ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة، نتيجةَ عدّة أسباب، أبرزها تدهورُ الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، وتراجعُ القدرة الشرائية بسبب زيادة نسبِ التضخم وارتفاعِ الأسعار.