بعدَ القواعدِ العسكريةِ والموانئِ… روسيا تضعُ يدَها على منتجعاتٍ في اللاذقيةِ

يواصل الاحتلال الروسي استيلاءه على المرافق الحيوية في سوريا في المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد, عن طريق الاستثمارات والعقود, أو بزعم “الحماية”, وذلك في ظلِّ تحوّل نظام الأسد إلى دمية مطيعة بيد الاحتلال الروسي.

فقد أقدم الاحتلال الروسي مؤخّراً على تغيير مرافق سياحية داخل مدينة اللاذقية بعد وضعِ يدِه عليها.

ويتركّز وجود قوات الاحتلال الروسي بشكلٍ خاص في سوريا في ثلاث محافظات رئيسية تربطها أكبرُ شبكةٍ من المواصلات والطرق العامة وهي أجزاء قليلة من العاصمة دمشق ومناطق واسعة من مدينة حلب، إضافة لمدنِ الساحل في كلِّ من اللاذقية وطرطوس وبانياس وجبلة.

ونقل موقع “أورينت نت” عن “مصادر خاصة” في اللاذقية قولها, إنّ “موسكو عمدت خلال الفترة الماضية، للاستيلاء على أهم منتجعات اللاذقية، لاسيما تلك الواقعة في منطقتي الشاطئ الأزرق ووادي قنديل، وذلك في سيناريو جديد، يهدف لإضفاء بصمتها أكثرَ فأكثر في المناطق التي تسيطر عليها في اللاذقية”، مشيرة إلى أنٍ “عملية الاستيلاء على المنتجعات تمّت عبْرَ مقاولين روس ومدنيين، تبيّنَ لاحقاً أنّهم على علاقة وثيقة مع قيادة الاحتلال الروسي في قاعدة حميميم ويتلقّون دعماً منها”.

وأضافت المصادر “تمّ إطلاق تسمية جديدة على منتجع (النجوم الذهبية) بمنطقة الشاطئ الأزرق، ليصبح اسمه الروسي بما معناه (منتجع المتوسط)، فيما تمّ تغييرُ اسم (مطعم وكافتيريا دومينو باك) في منطقة وادي قنديل (التي يوجد بها قصر رأس نظام الأسد) إلى (مطعم الغابة السعيدة) بالروسية”، مؤكّدة أنّه لم يكن الاسم الذي تغيّر فحسب بل تغيّر كلُّ شيء هناك أيضاً.

وبحسب المصادر ذاتها، فإنّه جرى توظيف العديد من الروس والروسيات في المنتجعات بصفة “خدام ونادلون” سواء في المنتجع أو المطعم على حدٍّ سواء، كما تمَّ اعتمادُ وجبات روسية ضمن قائمة الأطعمة في المطعم، إضافة إلى أنّ بعض موظفي الاستقبال كانوا أيضاً من الروس, والمفاجأة أنّ جميع الروس الذين تمّ تعيينهم كانوا يتقنون العربية ويتحدثون إلى الزبائن بالعربية، فيما كانوا يخاطبون الزبائن الروس بالروسية”، لافتة إلى أنّه وعلى الرغم من عدم تداول الأسماء الروسية من قِبل روّاد تلك الأماكن والإبقاء على أسمائها القديمة إلا أنّ كلَّ شيء داخلها بات يوحي بأنّها روسية.

وأردفت, “لم يكن الخدم وحدهم الأمر الوحيد الذي يدل على انتقال المنتجع إلى يد الروس، بل كان هناك المصطافون الروس الذين ملؤوا الشواطئ، حيث بات الكثير من المصطافين الروس يمضون معظم أوقاتهم على شواطئ اللاذقية وطرطوس، وخاصة في الأماكن التي كانت سابقاً يقصدها أبناء (العصابة الحاكمة) ومخصّصة لكبار مسؤولي نظام الأسد ويمنع دخول بقية أبناء سوريا إليها”.

ويسيطر الاحتلال الروسي على مفاصل الحياة في مدينة اللاذقية بشكلٍ غير مباشر، وذلك عبْرَ أذرع أنشأها هناك لضمان بسط سيطرته وعدم منافسة أحدٍ لها لا سيما الاحتلال الإيراني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى