بعدَ عزلِها قائدَها السابقً.. حركةُ أحرارِ الشامِ تعيّنُ قائداً جديداً
أصدرت خمسُ كتلٍ في تجمّع حركة “أحرار الشام” الإسلامية، بياناً، اليوم الأربعاء 9 تشرين الثاني، عزلتْ من خلاله القائد العام للحركة “عامر الشيخ” الملقب “أبو عبيدة القطناوي”، وعيّنت قائداً جديداً يدعى “أبو سليمان”.
وقالت الكتلُ الخمسُ في بيانها، إنَّ قرار العزل جاء “بسبب قيامِ القيادة السابقة بحرفِ البندقية الموجّهة نحو نظام الأسد وقوى الاحتلال، وحوّلتها إلى الفصائلِ الثورية لغايات ومآرب لا تستند إلى شرعِ حنيفٍ أو عقلٍ رشيدٍ”.
وأوضح البيان انَّ الكتل الخمس وقفت إلى جانب القيادةِ المعزولة أثناء انقلابِها على القيادة التي سبقتها، من أجل الحفاظ على تماسك الحركةِ وإبقائها قويةً، رغم عدم وجود مبرّرات ومسوغات للانقلاب حينَها.
وأشار إلى أنَّ القرار جاء أيضاً على خلفية “تجاوزِ القيادة السابقة للثوابت التي قامت عليها الحركةُ ومنهجُها الشرعي القويم، الذي قدّمت في سبيله آلاف الشهداء في مقدّمتِهم مؤسسُها “حسان عبود”.
وذكر البيان الذي نقله موقعُ “المدن” أنَّ الكتلَ هي “لواء الإيمان”، الذي ينحدر عناصرُه من محافظة حماة شمال سوريا، ولواءي “الخطاب” و”قواتِ النخبة في لواء العاديات” اللتين تنحدرُ عناصرُهما من سهل الغاب، ولواء الشام من دمشق وكتيبة الحمزة من إدلب.
وبحسب مصادرِ “المدن”، فإنَّه لم يبقَ في صفوف الحركة إلى جانب الشيخ، إلا كتلتي الساحل ودرعا، موضحةً أنَّهما لا تمثلان ثقلاً يُذكر لفرض عودة الأمور إلى سابقِ عهدها، لأنَّ تعددَهما لا يتجاوز 350 عنصراً.
وأكّد المصدر أنَّ إقالة الشيخ يعني عملياً تقييد رجلَ الظلِّ “حسن صوفان” الذراع الأيمن لزعيم هيئة تحرير الشام “أبو محمد الجولاني”، وتوجيه ضربةٍ قاصمة للأخير الذي كان متحكّماً بمفاصل القرار في الحركة.
وذكرت مصادرُ المدن أنَّه من المرجّح أنْ يكونَ الجانبُ التركي اعتمد القيادةَ الحالية المعيّنة من قبل الكتل الخمس، وقطعَ التواصل مع من بقي مع الشيخ ونائبه أحمد الدلاتي، مشيراً إلى أنَّ القائد الجديد أبا سليمان يُعدُّ أحدَ أقدم مؤسسي الحركة الأوائل لأحرار الشام في حماة وسوريا، ونال ثقةَ الكتل بالإجماع.
وكان الشيخ قد سيطر بالتعاون مع حسن الصوفان، المحرّك الرئيسي للحركة والرجل الأكثر قرباً من زعيم تحرير الشام أبو محمد الجولاني، على القيادة من القائد العام السابق جابر علي باشا في 2020، بعد حديث عن اندماج بات قريباً حينها مع “الفيلق الثالث” المنضوي في صفوف الجيش الوطني، وكان للجولاني اليدُ الطولى في التحريض على الانقلاب.
وكانت أصدرت حركة أحرار الشام، في تشرين الثاني، بياناً نشرته عبرَ معرفاتها الرسمية، أعلنت من خلاله “التبرؤ” من 6 قادات كانوا سابقاً ضمن الحركة، ثلاثة منهم تولّوا قيادتها خلال السنوات الماضية، وبعضُهم من مؤسسيها.
وتضمّن بيانُ الحركة التبرؤ من كلٍّ من “جابر علي باشا، وعلي العمر (أبو عمار)، ومهند المصري (أبو يحيى)، ومحمد ربيع الصفدي (أبو موسى كناكري)، وأبو حيدرة الرقة، وخالد أبو أنس (أبو أنس سراقب)”.
وقالت الحركة في بيانها إنَّ “من ذكرناهم ليس لهم أيُّ توصيف وظيفي في الحركة، ولا تربطهم أيُّ صلةٍ تنظيمية بها، كما أنَّ مواقفهم تعبّر عن آرائهم الشخصية ولا تعبر عن الموقف الرسمي للحركة، في حين أنَّها لم توضّح سببَ نشرِ البيان في هذا التوقيت”.
وجاء البيان عقبَ تغريدات عدّة من بعضِ هؤلاء القادة، بينهم “علي العمر” على حسابه في موقع “تويتر” حيث نشر: “كنت قد صغت بياناً أُعلن فيه تركي حركةَ أحرار الشام -بشكلها الحالي- بعد أن ارتضت (قيادتها الانقلابية الحالية) أن تكون أداةً بيد البغاة، وبعد أنْ قفزت على كلِّ الأسس التي بُنيت عليها الحركة، وخالفت الشرع جهاراً في أكثرَ من موطن، وسأنشر البيان في القريب العاجل إنْ شاء الله تعالى”.