بعد 3 سنوات من استقبالهم.. ماذا استفادت ألمانيا من اللاجئين السوريين؟
واجّهت المستشارة الألمانية “أنغيلا ميركل” الكثير من الانتقادات لفتحها أبواب بلادها قبل 3 سنوات أمام اللاجئين السوريين، واتهموها بالمراهنة على مستقبلها السياسي لكنّ الأيام كشفت عكس ذلك.
وبعد مرور 3 سنوات على ذلك لم تخسر “ميركل” مستقبلها السياسي، بل بدأت تجني هي، وبلادها ثمار هذه التجربة بعد انخراط عدد كبير من اللاجئين في دورة العمل والإنتاج داخل الشركات الألمانية.
فبحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، فقد انخرط عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين في سوق العمل بألمانيا عبر بوابة التدريب المهني الذي صُمّم خصيصاً للوافدين الجدد الذين جاؤوا إلى القارة العجوز هرباً من الحرب.
وأضافت الصحيفة أنّ معدّلات البطالة في ألمانيا انخفضت إلى أدنى معدلاتها منذ 30 عاماً، فيما فقد الشباب الألمان رغبتهم بالتدريب المهني لتتجه الشركات إلى اليد الوافدة المدرّبة، والتي خضعت لنظام التدريب المهني.
فقد صرح “غونتر هيرث” الخبير الاقتصادي لغرفة التجارة في مدينة هامبورغ أنّ “الاقتصاد الألماني يحتاج لعمال مؤهّلين، ولدينا أسباب قوية لمساعدة اللاجئين ودفعهم للتدريب المهني”.
وبحسب “هيرث” فقد وصل عدد المسجلين في برنامج التدريب على العمل في عام 2018 لأكثر من 400 ألف شخص، من بينهم 44 ألف شخص في التدريب المهني.
وقال هيرث لدينا نموذج سابق لدمج الوافدين كتجربة دمج لاجئين من يوغوسلافيا، والآن بعد مضي 3 سنوات ونصف، نحن على الطريق الصحيح، وسيتمكّن 80 في المئة من البالغين الذين وصلوا لسن العمل الحصول على وظائف بعد 8 سنوات.
وفي سياق متصل فقد استفادت ألمانيا من التركيبة الديموغرافية للوافدين الجدد، إذ أنّ حوالي 60 في المئة منهم في عمر 25 عاماً أو أقل.
ومع انخفاض عدد السكان الألمان الأصليين، فإنّ ألمانيا بحاجة ماسة إلى هؤلاء الشباب من أجل تجديد دمها وشبابها.
ويتخرّج من هذا البرنامج كلّ عام مئات الآلاف من الحرفيين البارعين وغيرهم من المحترفين، الذين اجتازوا اختبارات صارمة تديرها الدولة.
وفي العام الماضي، كان قد قال أن ثلث الشركات الألمانية إنّ لديه وظائف تدريب لم يشغلها أحد فيما بلغت الوظائف الشاغرة أعلى مستوى لها منذ 20 عاما.
ولعل قلق الترحيل من أكثر الأشياء التي تهدّد حياة الوافدين، لتتجه الحكومة الألمانية لقانون “2+3” الذي يمكّن طالبي اللجوء المرفوضين من الاستمرار في التدريب لمدة ثلاث سنوات والعمل لسنتين على الأقل دون الخوف من الترحيل.
وبعدها يمكن للكفاءة العالية وسجل العمل أن يمنحا طالب اللجوء ميزة عند إعادة تقديمه طلب اللجوء والبقاء في ألمانيا، وذلك بحسب الصحيفة الأمريكية.