بمناسبةِ عيدِ الجلاءِ.. معارضونَ سوريونَ يوجّهونَ كلماتٍ للشعبِ السوري

وجّه معارضون سوريون وقادةٌ في الجيش الوطني السوري، كلمة للشعب السوري الحرِّ بمناسبة عيد الجلاء، دعوا فيها إلى توحيد الصف لاستكمال طريق الحرية لنيل الاستقلال الثاني وإخراج الغزاة والمحتلين الجددِ من سوريا.

وقال “عبد الرحمن مصطفى” رئيس الحكومة السورية المؤقّتة، “إنّ يوم الجلاء, هو يوم عظيم في تاريخ سوريا في ذلك اليوم ارتفع صوت الحق على الباطل وصوت الحرية والاستقلال على الاحتلال الغاشم، لم يكن لذلك اليوم أنْ يتحقّق لولا تلاحمُ السوريين وتجاهلُهم لكافة النعرات الدينية والقومية والمناطقية التي سعى المحتل جاهداً لإيقاظها، واليوم بعد عشرات السنوات تتعرّض سوريا للاحتلال من عدّة دول جاءت للقضاء على ثورة شعب بأكمله نادى بالحرية والكرامة، ومن أجل أن ننال استقلالنا كما نالها أجدادنا ويجب أنْ نحذوا حذوهم ونضع خلافاتنا جانباً ونكون يداً واحدةً لدحر آخر جندي جاء لكي يعتديَ علينا وينهبَ خيرات بلادنا”.

كما وجّه رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، “أنس العبدة” كلمة مصوّرة إلى الشعب السوري بخصوص عيد الجلاء قال فيها “”عندما اختار صنّاع الاستقلال الأول هذه الراية لتكون علم استقلال سورية وحريتها، لم يكن يخطرُ ببالهم أنّ الشعب السوري سوف يدفع مليون شهيد وهو يرفع هذه الراية على طريق الحرية والكرامة والاستقلال”, وأوضح أنّه “بعدَ الإجرام والفوضى التي نشرها نظام الأسد في البلاد خلال سنواتها التسع، تسرّبت بعضُ الأخطاء إلى عددٍ من مفاصل الثورة السورية، وأكّد على ضرورة العمل على إزالتها حتى نستعيدَ ثورتنا كما كانت في أيامها الأولى”، معتبراً أنّ الثورة تستعيدُ عافيتها عندما “نستعيد ثقتنا ببعضنا البعض”.

ولفت إلى أنّ من أكثر ما سبّب الأذى للثورة هو تعدّد الأجندات وتصارعها، معتبراً أنّ ذلك كان يصبُّ دائماً في مصلحة المجرم، مشدّداً على أنّ نظام الأسد هو وباء سورية الحقيقي، حيث قصف المدن والمرافق العامة والمنشآت الطبية، واستخدم السلاح الكيماوي.

وقال العبدة: “إنّ الشعب السوري يستحقُّ بعدَ كلّ هذه التضحيات دولة لجميع السوريين بعيداً عن التطرّف والطائفية، ولا إقصاءَ فيها لأحد، ديمقراطية مدنية تعدّدية تصون كرامة المواطن، وتظهر فيها إمكانات الشعب السوري العظيم المبدع لينال مكانته التي يستحقّها بين الشعوب، ودولة القانون، والحرية، والمساواة، لا يحاسب فيها الناس على انتمائاتهم الإثنية أو الدينية أو السياسية، ولا يحاسبون فيها بسبب أفكارهم ومعتقداتهم”, وذكر أنّ الأسباب الموضوعية التي دفعت الشعب السوري للانتفاض، لا تزال مستمرّةً، وهو ما يعني أنّ الثورة باقية، وأضاف أنّه علينا ألا نسمحَ للألم والمعاناة التي نمرّ بها اليوم أنْ تنسينا الأسباب الحقيقية التي دفعتنا للثورة، وعلينا أنْ نتذكّرَ دائماً أنّ الحرية والكرامة تستحق.

وفي ختام كلمته أشار قائلاً: “سأستعير من كلمات حارس ثورتنا.. الشهيد الساروت.. أنّه مادام هنالك إنسان سوري واحد ينبض قلبه بالكرامة فإنّ ثورتنا منصورة”.

وشدّد “سيف أبو بكر” قائد فرقة الحمزة في الجيش الوطني على المضي على طريق الأجداد في دحرِ الغزاة وطردِ المحتلين “يوم الجلاء, في هذا اليوم العظيم الذي انتصر فيه السوريون على الاحتلال الفرنسي الذي عاث فساداً على أرض سوريا الطاهرة لا يسعني إلا أنْ أؤكّدَ للشعب السوري أنّنا سنكون على نهج أجدادنا الذي خاضوا معارك الاستقلال ولن نبخلَ بتقديم الغالي والنفيس حتى ننالَ حريتنا ونطردَ المحتلين الروس والإيرانيين الذين أعلنوا العداء على الشعب السوري وناصروا نظام الأسد على قتلِ وتدميرِ بلدهم”.

واستذكر “مصطفى سيجري” مدير المكتب السياسي لفرقة المعتصم، بطولات آبائنا وأجدادنا الذين قادوا الثورة السورية الكبرى قائلاً “بمناسبة ذكر جلاء قوات المستعمر الفرنسي عن الأراضي السورية نستذكر بطولات آبائنا وأجدادنا ‏الذين قادوا الثورة السورية الكبرى وقدّموا أرواحهم رخيصة فداء للأرض وللوطن، إلا أنّ وصول آل الأسد للحكم في سورية والسيطرة على السلطة وقتلِ الحياة السياسية وقمعِ الحريات وتمكين قوى الإرهاب والاستبداد بعد سنوات من جلاء القوات الفرنسية نتيجة الثورة والنضال والمقاومة لـ26 عاماً، يؤكّد أنّ أزلام الثورة المضادّة ليسوا ظاهرة جديدة، وأنّ المعركة لا تنتهي بجلاء العدو المباشر”.

وأشار “سالم عبدالعزيز المسلط” الأمين العام لمجلس القبائل والعشائر السورية إلى أنّ “يوم السوريين، عيد حرية سورية واستقلالها، أربع وسبعون عاماً على جلاء محتل، ذلك اليوم العظيم الذي نطمح أنْ يتكّرر بجلاء محتل سوريا ومغتصبها الآخر وجلاء حلفائه ومرتزقته، وأنّ يستعيدَ شعب سورية العظيم حريته واستقلاله بعون الله وبإرادة هذا الشعب العظيم الصابر المكابر سنشهدُ قريباً يوم جلاء آخر لمستبدٍ ومحتلٍ .. الرحمة للشهداء”.

وأكّد المعارض السوري “ميشيل كيلو” في كلمته “أنّ يوم الجلاء يذكر السوريين بحبّ هذه البلد وكم نحن مستعدّون للتضحية في سبيل حرية هذا البلد وعزّته, وكم هو الفرق كبير بين من يضحّي بنفسه مقابل حرية وطنه وعزته كالقائد يوسف العظمة وبين هذا النظام الذي جلب دول الاحتلال الروسي والإيراني وعشرات الميليشيات الإرهابية وعلى رأسها ميليشيا حزب الله اللبناني لكي يحافظَ على كرسيه, وكما ضحّى بكلّ شباب طائفته التي يدعي حمايتها, السوريون مستمرون بطريق الحرية والاستقلال الثاني ونملك كلّ التصميم لاستعادته مرّة أخرى”.

من جهته قال “جورج صبرا” الرئيس السابق للمجلس الوطني “جلاءُ المحتل عن أرض الوطن ، وجلاءُ الذل عن نفوس الناس”، هكذا تحدّث بيان الاستقلال عن يوم الجلاء ١٧ نيسان ١٩٤٦، واليوم يجدُ السوريون (كأحفاد لجيل الاستقلال) أنفسهم أمام الواقع نفسه والمهمّة ذاتها ، إنّما بوضعٍ أصعبَ وظروفٍ أشدَّ تعقيداً، لإخراج الجيوش والميليشيات التي تحتلّ الأرض السورية ، وإزاحة عصابات القتل والتسلط والفساد التي تتحكّم بحياة الشعب، وتمعن بالتنكيل به وإذلاله”.

و صادف 17 نيسان، مرور 74 عاماً على جلاء آخر جندي فرنسي عن الأراضي السورية. بعد احتلال دام 26 عاماً. انطلقت خلالها “الثورة السورية الكبرى” والتي كان من أبرز قادتها، “سلطان باشا الأطرش” و”إبراهيم هنانو” و”حسن الخراط” وغيرهم من الوطنيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى