تتّهمُه بالترويجِ لنظامِ الأسدِ: الهيئاتُ المدنيّةِ في مخيّمِ الركبانِ ترفضُ دخولَ وفدِ الأممِ المتحدّةِ إلى المخيّمِ
رفضت هيئة “العلاقات العامة والسياسية” في مخيم “الركبان” الواقع على الحدود السورية-الأردنية، دخول وفد من هيئة “الأمم المتحدة” إلى داخل المخيم، وسط اتهامات للأخيرة بالتواطؤ مع نظام الأسد والاحتلال الروسي للضغط على النازحين وإجبارهم على إفراغ المخيّم.
وأعلنت هيئة “العلاقات العامة والسياسية” للمخيم في بيانٍ الثلاثاء الماضي، رفضَها لعملية دخول “الأمم المتحدة” إلى المخيّم، المقرّرة أمس الأربعاء، كما أشارت في بيانها إلى أنّ “نوايا الأمم المتحدة ظاهرة بسعيها لتنفيذ مخطّطات نظام الأسد والاحتلالين الروسي والإيراني، والمتمثّلة بالضغط على نازحي المخيم ومقايضتهم، مستغلين حاجتهم للغذاء ومواد التدفئة”.
وأفاد الناشط الإعلامي “عماد غالي” المقيم في مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية لـ”حلب اليوم”، بأنّ الهيئة السياسية والإدارة المحلية في المخيم، ومجلس عشائر تدمر والبادية، أصدروا بياناتٍ برفض دخول وفد الأمم المتحدة إلى الركبان احتجاجاً على ما وصفوه بـ”الترويج للعودة إلى مناطق سيطرة نظام الأسد”.
وقال “غالي”، إنّ البيانات صدرت من الهيئات المدنية في مخيم الركبان “احتجاجاً على التعامل السلبي من قبل موظفي الأمم المتحدة في مكتب دمشق الموصوف بـ(غير الأخلاقي) تجاه القاطنين في المخيم، وترويجهم لعودة النازحين إلى مناطق سيطرة نظام الأسد”.
وأضاف الناشط أنّ موظفي الأمم المتحدة تهجّمت في آخر زيارة على الهيئات الموجودة في المخيم، واتهمتها بالكذب، بالإضافة إلى قيامهم بـ”ترهيب قاطني المخيم من خلال تحذيرهم من مصير مجهول ينتظرهم بحال بقائهم في المخيّم، بالإضافة إلى منع صحفيين من تصوير القوافل الأممية”.
ونفى الناشط الإعلامي دخول أيِّ وفد أو قافلة للأمم المتحدة إلى مخيم الركبان مؤخّراً، مضيفاً: “تواصلت مع مكتب الأمم المتحدة في دمشق وأبلغونا بأنّهم قد يزورون المخيم في الأسبوع القادم”.
ويأتي ذلك عقب لقاء جرى بين “غير بيدرسون” المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، مع وفد عن “المجتمع المدني” في المجموعة المصغّرة، بهدف الوقوف على التصعيد القائم في شمال غربي سوريا، بالإضافة إلى الأوضاع الإنسانية والمعيشية التي يشهدها مخيم “الركبان”، بما فيها المعوّقات التي يضعها نظام الأسد لوصول المساعدات إلى أهالي المخيم.
وكان المبعوث الأممي وعدَ خلال الاجتماع بالضغط على نظام الأسد من أجل السماح بوصول قافلة مساعدات إنسانية لـ”الأمم المتحدة” خلال الأيام القليلة المقبلة إلى مخيم “الركبان”، دون إعطاء توقيت محدّد لدخول القافلة.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أفاد يوم 25 نيسان الماضي بأنّ أكثرَ من سبعة آلاف شخصٍ من المقيمين في مخيم الركبان، في جنوب شرق سوريا قرب الحدود مع الأردن، قد غادروا إلى مناطق سيطرة نظام الأسد منذ شهر آذار.
وبحسب المكتب فإنّ المخيمَ لا يزال يؤوي 36 ألف نازح، ويعيش سكان المخيم ظروفاً إنسانية صعبة، خصوصاً منذ العام 2016، بعدما أغلق الأردن حدوده مع سوريا معلناً المنطقة “منطقة عسكرية”.
تجدر الإشارة إلى أنّ مخيم “الركبان” يعيش حصاراً خانقاً منذ عدّة أشهر، حيث يمنع نظام الأسد شاحنات الغذاء من الوصول إليه، فيما يستمر الأردن بإغلاق حدوده، ويطالب بشكلٍ مستمر بتفكيك المخيم وإعادة قاطنيه إلى مناطقهم.