تحذيرٌ أمميٌ من تداعياتِ هجماتِ نظامِ الأسدِ والاحتلالِ الروسي على شمالِ غربِ سوريا
حذّر مسؤولون أمميون يوم أمس الأربعاء من تداعيات استمرار هجمات نظام الأسد والاحتلال الروسي في شمال غرب سوريا، مطالبينَ في الوقت ذاته بوقفِ إطلاق النار فوراً.
وجاء ذلك في جلسة مجلس الأمن المنعقدة بالمقرّ الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك، حول الأوضاع الإنسانية والسياسية في سوريا.
وحذّر “مارك لوكوك” وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسّق شؤون الإغاثة الطارئة من أنّ “القتال يتحرّك بسرعة في إدلب”، مطالباً مجلس الأمن بـ “ضرورة العمل لوقفِ إطلاق النار في سوريا، واحترامِ القانون الدولي الإنساني”.
وقال “لوكوك”: “قتل ما لا يقلّ عن 100 مدني بين 1 ـ 16 شباط الجاري، جرّاء غارات جويّة وبريّة في الشمال الغربي من سوريا، 35 منهم كانوا أطفالاً، وأكثر من 90 بالمئة من هذه الوفيات وقعت في المناطق التي لا يسيطر عليها نظام الأسد”.
وأردف بالقول: “القتالُ يتحرّك بسرعة في إدلب، ودفعت خطوط المواجهة المتقدمة إلى تحرّكات سكانية ضخمة في غضون أيام، حيث تحاول العائلات الهروب من القصف الجويّ والأرضي الذي لا يتوقّف”.
وتابع قائلاً: “خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي من 13 ـ 16 شباط تمّ تسجيل فرار 160 ألف شخصٍ، معظمهم من الأتارب ودارة عزة الريف الغربي لمحافظة حلب بعيداً عن الخطوط الأمامية المتقدّمة، ونعتقد أنّ حوالي 900 ألف نزحوا منذ 1 كانون الأول، أكثر من نصفهم أطفال”.
وزاد “لوكوك” بقوله: “قرابة 50 ألف شخصٍ يحتمون تحت الأشجار، أو في أماكن مفتوحة أخرى، وأتلقى تقارير يومية عن أطفال رضّع وصغار يموتون في البرد، ويدور القتال الآن حول مناطق مكتظة بالسكان، مثل الدانا وسرمدا في اتجاه معبر باب الهوى الحدودي”.
وحذّر من أنّ “التحرّكات الجماعية للناس تفرض على مناطق أصغر من إدلب وحلب ضغوطاً إضافيةً هائلةً على المجتمعات المحلية، حيث أغلقت معظم الأسواق، والسلع الأساسية المتاحة غالية الثمن، وارتفعت أسعارها بنسبة 70 بالمئة خلال الأشهر الـ 6 الماضية”.
وأكّد المسؤول الأممي أنّ “العمليات الإنسانية تتواصل عبر الحدود مع تركيا، ولكن تلك الجهود بحاجة إلى 336 مليون دولار إضافية لمساعدة 800 ألف نازح جديد أو محتمل خلال الأشهر الـ 6 المقبلة”، مضيفاً بقوله: “نحن نعمل مع تركيا لتوسيع فتحِ معبر باب الهوى الحدودي إلى 7 أيام في الأسبوع، من أجل زيادة عدد شاحنات الإغاثة القادمة”.