تحقيقاتٌ ألمانيةٌ تؤكّدُ ارتكابَ عقيدٍ منشّقٍ عن نظامِ الأسدِ بجرائمَ حربٍ بحقِّ المدنيينَ في سوريا
أكّدت تحقيقات السلطات الألمانية اتهامات بالتعذيب ضد عنصر سابق رفيع المستوى بمخابرات نظام الأسد موقوف في ألمانيا، وبناءً على ذلك أمرت المحكمة الاتحادية الألمانية باستمرار إيداعه في السجن الاحتياطي.
وأوضحت المحكمة الاتحادية الألمانية أنّ العقيد “أنور رسلان” كان مديراً لقسم مخصّص لاستجواب معارضين لنظام الأسد، ويعمل في هذا القسم ما يتراوح بين 30 و40 موظفاً، مشيرةً إلى أنّ “التسبب في ألم كبير ومعاناة” كان ضمن المسار المنهجي للاستجوابات، وذلك بحسب قناة “DW” الألمانية.
وتستند الاتهامات إلى إفادات ثلاثة شهود تعرّضوا للتعذيب في هذا السجن، من بينهم اثنان تعرّضا للضرب على بطن أقدامهما العارية إما بحزام سميك أو بكبل كهربي.
ولفتت المحكمة إلى أنّ المتهم “أنور رسلان” لم يعلّق على الاتهامات الموجّهة إليه منذ اعتقاله، إلا أنّه أدلى بأقوال مرتين كشاهد أمام الشرطة، إذ ذكر أنّه كانت هناك “مئات الاستجوابات يومياً في نطاق عمله”، مضيفاً أنّه خلال هذه الاستجوابات “لا يمكن الحفاظ دائماً على السلوك المهذب”.
وترى المحكمة أنّ هذه الإفادات ذات قيمة، مشيرة أنّ المحققين يستجوبون حالياً نحو 30 شاهداً في ألمانيا وفي دول أخرى في الاتحاد الأوروبي، ويشار إلى أنّها المرّة الأولى التي يتصدى فيها محقّقون ألمان لمسؤولين في حكومة نظام الأسد بتهمة ارتكاب جرائم حرب في سوريا.
وذكرت القناة أنّ قرار المحكمة الاتحادية الألمانية الذي نصّ على أنّ هناك خطورة كبيرة من فرار المتهم صدر مطلع أيلول الماضي، لافتةً أنّه من المتوقع أن يُحكم عليه بالسجن لسنوات طويلة حال إدانته.
وفي الثاني عشر من شباط الماضي كانت قد اعتقلت السلطات الألمانية “العقيد أنور رسلان” (56 سنة)، وكان يشغل رئيس قسم التحقيق في الفرع 251، إضافة إلى “المساعد أول إياد غريب” (42 سنة)، وكان سابقاً رئيس دورية تابعة لأحد فروع أمن الدولة، وهما متهمان بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.