تحقيقٌ استقصائي: سجونُ ميليشيا “قسدٍ” تحاكي معتقلاتِ نظامِ الأسدِ في أساليبِ التعذيبِ

وثّق تحقيقٌ استقصائي 49 مركزَ اعتقالٍ في مناطق سيطرة ميليشيا “قسدٍ” الإرهابية شمالي شرقي سوريا، بينها 38 “معتقلاً سرّياً” تشرف عليها جهاتٌ مختلفة من مكوّنات الميليشيا، و8 سجون مركزية “معلنةٍ رسمياً”، و3 سجون تابعةٍ لقوات التحالف الدولي بشكلٍ مباشر، وتتواجد معظمُ السجون في الحسكة بواقع 15 سجناً، بينما تتركّز في الرقة 9 معتقلات لـ”قسد”، وفي دير الزور 12 معتقلاً.

وكشف التحقيقُ الذي حمل عنواناً “سجونٌ ومعتقلاتٌ سريّة في مناطق سيطرة الإدارة الذاتيّة شمالي شرقِ سوريا” ونشره موقعُ “حكايةٌ ما انحكت” أساليب التعذيب التي يتعرّض لها المعتقلين في سجون “قسدٍ”، موضّحاً أنَّ هذه السجون تشترك مع معتقلات نظام الأسد بواحدة وأربعين وسيلةَ تعذيبٍ، من أصل اثنتين وسبعين وسيلةً يستخدمها الأخيرُ في سجونه، بحسب تصنيفٍ أصدرته “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في تقريرٍ سابق لها.

كما استعرض التحقيقُ قصصَ العديد من المعتقلين السابقين في سجون “قسدٍ”، ووسائل التعذيب الجسدية والجنسية والنفسية التي يتعرّضون لها بالإضافة إلى الإهمال الصحي.

وتناول التحقيقُ الوسائلَ المستخدمة لتعذيب المعتقلين، كتعرية الشخصِ ومنعِه من الوقوف أو الحديث أو النوم في معظم الليالي، وغيابِ دورات المياه، إلى جانب النوم والجلوس وتناول الطعام وقضاء الحاجة في نفس المكان.

ونقل التحقيقُ عن الحقوقي “بسام الأحمد” قوله، إنَّ “قسداً” تبرّر استخدام وسائل التعذيب في سجونها بنزعِ الاعترافات من الموقوفين والمحتجزين، وغياب الرقابة عن السجون يساعدها على استخدام تلك الأساليب، ما يدفع بعض المعتقلين للاعتراف بتهمٍ نُسبت إليهم للخلاص من التعذيب”.

كذلك نُقل التحقيق عن عددٍ من المعتقلين السابقين في سجون “قسدٍ”، أنَّ اعتقالهم جاء على خلفية تقديمِ تقارير “كيدية” ضدَّهم من قِبل مخبرين متعاونين مع “قسدٍ” في المنطقة.

وكشف التحقيق أيضاً عن سجن مخصّصٍ للسيدات المعتقلات، يقع بالقرب من منطقة “الصوامع” في مدينة الرقة، ويُعرف باسم “سجن الأسايش”، ونُقل عن سيدة قضت أربعة أشهرٍ في هذا السجن قولها، إنَّها كانت برفقة 30 سيدةً في زنزانة واحدة، وهي الزنزانة الوحيدة المخصّصة للسيدات داخل السجن.

وأضافت إنَّ السيدات المعتقلات كنّ يتعرّضنَ للتعذيب بين الحين والآخر، على يد شبّانٍ وفتياتٍ من المتطوّعين في صفوف “قسدٍ”، وغالباً ما يكون التعذيبُ مرتبطاً بجلسات التحقيق، مؤكّدةً أنَّها تعرّضتْ للضرب بمواسير التمديدات الصحية في أثناء جلسةِ التحقيق الأولى، إلى جانب الشتمِ والتهديد من قِبل المحقّقين وعناصرهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى