تخوّفٌ في دمشقَ مع قربِ تطبيقِ “قانونَ قيصرَ”

سلّطت صحيفة “الشرق الأوسط” الضوءَ على آراء من الشارع الدمشقي، اليوم الأحد 31 أيار، حول قرب تنفيذ “قانون قيصر” الأمريكي للعقوبات الشاملة على نظام الأسد والمتعاملين معه.

وعبّر بعض من استطلعت الصحيفة آراءهم عن تخوّفهم من أنْ يزيد تنفيذ القانون من تدهور أوضاعهم المعيشية، في وقتٍ قلّل فيه مقرّبون من النظام من شأن القانون، مع وعود بتجاوز آثاره عبْرَ “الصمود”، ومساعدة “الحلفاء والأصدقاء”.

وقال أحمد، وهو موظف في شركة خاصة، للصحيفة، إنّ ما يهمّ الناس حالياً هو تأمين لقمة العيش فقط، مشيرًا إلى تدهور قيمة الليرة حاليًا ومرجحًا أنْ تتراجع أكثر بعد تنفيذ القانون، وأنْ ترتفع الأسعار، مضيفًا: “المعيشة صارت أصعب، والمتوفر اليوم قد يفقد غداً مع تنفيذ القانون، وبالتالي الأمر مخيف للناس، ويمكن ملاحظة ذلك في كلّ مكان”.

ونقلت الصحيفة رأي موظفة بمؤسسة حكومية، اسمها إسراء، وقالت: “الناس مرعوبة، لأنّها اليوم بالاسم عايشة لكنّها ميّتة فعلياً، فكيف سيكون وضعها بعد تنفيذ القانون؟”.

بينما رأى إسماعيل في حديثه للصحيفة، أنّ أمريكا “تريد معاقبة جميع من بقي في سوريا وعلى تأييدهم للرئيس”، مضيفًا:”تعبنا، ما عاد فينا نتحمّل أكثر”.
في حين نقلت الصحيفة ما قاله سومر، وهو متشدّد في موالاته للنظام، بأنّ سياسة أميركا تقوم على “حرمان سوريا من قطف ثمرة انتصاراتها العسكرية، وإغراق روسيا فيها، وحرمان الأخيرة من جني أيِّ مكاسب”، وأبدى تفاؤله بقدرة دمشق بدعم من إيران وروسيا، على تجاوز آثار القانون.

وأشارت الصحيفة إلى رأي ناشط معارض في الداخل، اسمه محمود، الذي قال: “النظام انتشى بانتصاراته العسكرية، ويظن أنّه سيبقى، وتفاوضه الدول على إعادة الاعتراف بشرعيته وحصصها بإعادة الإعمار، لكن لم يخطر له أنْ القانون سيكون أكثر من ورقة ضغط”.
وعبّر محمود عن أمله في أنْ “يُحدث القانون حلحلة في الاستعصاء الدبلوماسي الحاصل في الأزمة السورية”، لافتًا إلى أنّ القانون ستكون له تداعيات على السوريين في الداخل، لكنّه “حمل مسؤوليتها على تعنّت النظام”.

وأضاءت الصحيفة على رأي ناشط ميداني مستقل في دمشق، الذي اعتبر أنّ “النظام سيعمل على تحميل مسؤولية تدهور الأوضاع الاقتصادية للعقوبات، وليس إلى حكومته غير الكفؤة التي وزراؤها مجرد أحجار شطرنج يحرّكهم كما يريد”، ورجّح أنْ “تزيد العقوبات في ثراء أمراء الحرب الجدد المقرّبين من النظام”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى