تركيا تبدأُ بإعادةِ توطينِ مليونِ لاجئٍ سوريٍّ في “المنطقةِ الآمنةِ” شرقَ سوريا

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الاثنين 9 كانون الأول، بِدْءَ العملِ على إسكان (إعادة توطين) مليون سوري في مدينتي تل أبيض ورأس العين شمالي سوريا.

وأوضح أردوغان في كلمةٍ له أمام وزراء الشؤون الاجتماعية بمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، أنّه سيتمّ تقديم الدعم لإنشاء مناطق سكنية جديدة في الشمال السوري، مضيفاً: “بدأنا العمل على إسكان مليون شخص في مدينتي تل أبيض ورأس العين”، وفق ما نقلت وكالة الأناضول التركية.

وأشار الرئيس التركي إلى أنّه “لن يستطيعَ طرفٌ بمفرده تحمّل أعباءِ السوريين الموجودين على الأراضي التركية والمقيمين بالقرب من الحدود التركية البالغ إجمالي عددهم 9 ملايين”.

وذكر أردوغان أنّ الاتحاد الأوروبي لم يقدّم للاجئين السوريين سوى 3 مليارات يورو، بينما تجاوز ما أنفقته تركيا عليهم 40 مليار دولار.

ولفت إلى أنّ تركيا تستضيف نحو 5.5 ملايين لاجئ ومهاجر (من السوريين وغيرهم)، وأنّها أنقذت خلال العام الحالي نحو 57 ألف مهاجر تُرِكوا وسط البحار من قِبل الدول الأخرى.

وأوضح أردوغان أنّ بلادًه تقدّم خدماتٍ صحيةٍ واجتماعية للاجئين المقيمين على أراضيها، بمستوى الخدمات المقدّمة للمواطنين الأتراك.

وعقب إطلاق تركيا والجيش الوطني السوري عملية “نبع السلام” لتحرير مناطق شرقي الفرات، في 9 تشرين الأول الماضي، قالت تركيا إنّ أحدَ أهمِّ أهداف العملية هو إعادة توطين اللاجئين والنازحين السوريين فيها، وقال أردوغان إنّ بلاده ترمي إلى توطين نحو 3 ملايين سوري في تلك المنطقة، على مراحل، وبدعم من دول أخرى.

ويتخوّف كثير من السوريين اللاجئين في تركيا من (إعادة قسرية أو شبه قسرية) إلى تلك المناطق، فيما أعرب آخرون عن رغبتهم بالعودة إليها، مع تأكيدات تركية دائمة أنّه لا يوجد أيُّ إعادة قسرية لأحد.

وفي سياق قريب، وفي منطقة شرقي الفرات أيضاً، دخلت قواتٌ روسية مدينة الرقة (المعقل الرئيسي السابق لتنظيم داعش في سوريا) في أحد أكثر الأمثلة وضوحاً حتى الآن على كيفية ملء موسكو للفراغ الذي خلفه انسحاب القوات الأمريكية من شمال سوريا بأمرٍ من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأظهرت لقطات بثّتها قناة “زفيزدا” التلفزيونية التابعة لوزارة الدفاع الروسية مجموعة من الجنود الروس وهم يصافحون أطفالاً سوريين ويفرغون حمولة من المساعدات الإنسانية من على ظهر شاحنة كُتِبَ عليها “روسيا معكم”، وفق ما نقلت وكالة رويترز للأنباء.

وكانت قوات أمريكية وحلفاؤها من ميلشيات “قسد” انتزعت السيطرة على الرقة قبل عامين من سيطرة داعش. لكنْ بعد أنْ قرّر ترامب فجأة سحب القوات الأمريكية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تقدّمت موسكو بسرعة للمنطقة التي كانت القوات الأمريكية تعمل فيها، وانتشرت في عدّة مناطق من محافظات الحسكة ودير الزور والرقة بناءً على اتفاق “المنطقة الآمنة” الذي وقّعته مع تركيا، وقضى بتقاسم السيطرة وإعادة الانتشار في المنطقة.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن فلاديمير فارنافسكي (وهو ضابط في وزارة الدفاع الروسية)، قوله: “إنّ القوات الروسية في الرقة توزّع مساعدات إنسانية كما يقدّم أطباء عسكريون رعاية صحية للسكان”. وهي المزاعم التي تقدّمها روسيا في المناطق التي تقصفُها وتدمّرُها وتحتلّها في عموم سوريا.

وأكّد الضابط الروسي أنّ “العمل في المدينة للتخلّص من الأنقاض وتطهير المنطقة (من القنابل والألغام) لم يكتملْ بعد وهناك نقص في المياه النظيفة والدواء والغذاء”.

وبعد الانسحاب الأميركي من مناطق شرقي الفرات والاكتفاء بـ 600 جندي للسيطرة على حقول النفط فقط، استغلت روسيا الفراغ، وتسابقت مع تركيا وإيران على ملء تلك الفراغات، وفق تفاهمات حيناً ومن دونها في أحيان أخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى