تصاعدُ وتيرةِ القصفِ المتبادلِ بينَ القواتِ الأمريكيةِ والميليشياتِ الإيرانيّةِ شرقي سوريا
تصاعدت وتيرةُ القصفِ المتبادل بين قوات التحالف الدولي بقيادة الولاياتِ المتحدة المتمركزةِ في القواعد العسكرية بمناطق سيطرةِ ميليشيا “قسد” شرقي سوريا من جهة، والميليشياتِ الإيرانية المنتشرةِ في مناطق سيطرة نظامِ الأسد من جهة أخرى.
واستهدفت أمس الثلاثاء طائراتٌ مسيّرةٌ قاعدةَ خراب الجير الأميركية في منطقة الحسكة شمالَ شرقيّ سوريا، بالتزامن مع هبوطِ طائرةِ شحنٍ عسكرية تحمل موادَ لوجستية وطبية، فيما نجحت الدفاعاتُ الجوية في القاعدة في إسقاط الطائراتِ المسيّرة قبل أنْ تصيبَ هدفُها، ودون وقوع أيّ خسائرَ بشريّة.
يأتي هذا الهجومُ بعد ساعاتٍ من قصفٍ متبادل بين الميليشيات الإيرانية وقواتِ التحالف الدولي في حقل كونيكو النفطي بريف دير الزور، حيث استهدفت الميليشياتُ قاعدة التحالف بواسطة مسيّراتٍ وصواريخَ، وتمكّنت المضادّاتُ الأرضية من إسقاط هذه الطائرات.
ووفقاً لتقارير إعلاميّةٍ محليّة فإنَّ المسيّراتِ تمَّ إطلاقُها من محيط مقرّ عسكري تابع للفرقة الرابعة المدعومة من إيران، في بلدة مراط بريف دير الزور الشمالي الشرقي.
في المقابل، كثّفت القواتُ الأميركية، العاملة تحت مظلّةِ التحالف الدولي، قصفَها المدفعي والصاروخي على مواقع ومقرّات عسكرية للميليشيات الإيرانية وقواتِ الأسد في ريف محافظة دير الزور، ردّاً على استهداف القواعد العسكرية للتحالف.
واستهدفت القواتُ الأميركية، ليل الاثنين وفجرَ الثلاثاء، مواقعَ ومقرّات عسكرية مشتركةً بين قوات الأسد والميليشيات الإيرانية في كلٍّ من قرى المريعية ومراط والجفرة وحويجة صكر وأطراف مطار دير الزور العسكري بريف محافظة دير الزور الشرقي والشمالي، ما أدّى لإصابة ستّة مدنيين، مع احتمال وقوع قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات الإيرانية.
وكان خمسةُ ضبّاط من قوات الأسد قُتلوا خلال الأسبوع الفائت، بينهم ضابطان برتبة عميد، إضافة إلى مقتل عناصرَ آخرين كانوا برفقتهم جرّاء استهدافِ القوات الأميركية مقرّات عسكرية في القرى السبع (الحسينية، والصالحية، وحطلة، ومراط، ومظلوم، وخشام، وطابية) الواقعة شرقي نهر الفرات، واستهدافِ أطرافِ مطار دير الزور العسكري، ردّاً على استهداف الميليشيات الإيرانية لقاعدة حقلِ “كونيكو” بطائرات مُسيّرةٍ وصواريخَ.
وتصاعدت مؤخّراً وتيرةُ القصف المتبادلِ بين الطرفين خلال الأيام الأخيرة، وسط استنفارٍ واسع وتعزيزات عسكرية للقواعد الأميركية، ويعزو مراقبون هذا التصعيدَ إلى محاولة إيران استباقِ أيّ ضرباتٍ قاسية لميليشياتها في سوريا، مع تأكيد قدرتِها على استهداف المصالحِ الأميركية.