تقريرٌ: إيرانُ تضغطُ للاستثمارِ في سوريا لاستردادِ ديونِها
تحاول إيرانُ الضغطَ على حكومة نظامِ الأسد لاسترداد ديونِها البالغة 50 مليارَ دولارٍ أمريكي، وذلك عبر الحصولِ على مشاريعَ استثماريّة، خاصةً بعد توقيع الطرفين “مذكّرةَ تفاهمٍ للتعاون الاستراتيجي” أثناء زيارةٍ أجراها الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إلى دمشق في أيار 2023.
ووفقاً لما نقلته صحيفةُ “الشرق الأوسط” عن مصادرَ، فإنَّ إيرانَ تشدّد على وضعِ الاتفاقياتِ الكثيرة الموقّعةِ بين البلدين موضعَ التنفيذ بهدف سدادِ الديون.
وكانت “اللجنةُ الاقتصادية السورية- الإيرانية” قد اجتمعت في 25 نيسان 2023، بمشاركة وزيرِ الاقتصاد في حكومة النظام، محمدِ سامر الخليل، ووزيرِ الطرقِ الإيراني، مهرداد بذرباش، وممثّلين من الجانبين في قطاعات الاقتصادِ والتجارة والإسكان والنفط والصناعة والكهرباء والنقل والتأمينات، وتمخّضَ عن هذا الاجتماعِ تشكيلُ ثماني لجانٍ تخصصيّة، في عدّة قطاعاتٍ، واحدة منها تُعنى بمتابعة الديونِ والمستحقّات، لإجراء تحقيقٍ دقيقٍ لحجم الديون، بعد اتفاقاتٍ سابقةٍ تخصُّ إعطاءَ أراضٍ كبديلٍ لهذه الديون.
وقال وزيرُ الطرق وبناءِ المدن الإيراني، مهرداد بذرباش، حينها إنَّ الجانبَ الإيراني “يشعر بظروف سوريا، ولكنْ يوجد في إيران بعضُ القوانين يجب الإجابةُ عن أسئلتها”.
وخلال السنواتِ الماضية، حصلت إيرانُ على العديدِ من العقود الاستثمارية في مختلف القطاعات، كالاتصالات والصحّةِ والتعليم والطاقة والمصارف والبناء والزراعة والثروة الحيوانية والكهرباء، لكنَّ العديدَ من هذه المشاريع لم تنفّذ على أرض الواقعِ، وبقيت حبراً على ورقٍ.
وتتمثّل الإنجازاتُ التي حقّقتها إيرانُ في اقتصاد نظامِ الأسد بخطوط ائتمانٍ وقروضٍ أكثرَ من كونها تجارةً، وِفقَ دراسةٍ سابقة صادرةٍ عن مركز “الحوار السوري”.
لكنْ رغمَ الإخفاقات التجاريةِ المتعدّدة، لا تزال إيران تسعى لرفع مستوى التبادلِ التجاري لغاياتٍ عديدةٍ، أبرزُها استعادةُ أكبرَ قدرٍ من الديون، وأهمية هذا التبادل لها لنفوذ القوة الناعمة التي تحتاج إليها لتطوير نفوذٍ طويلِ الأمدِ وعلاقات اقتصادية.