تقريرٌ: تنظيمُ “داعشٍ” ينفّذُ 46 هجوماً ضدَّ قواتِ الأسدِ خلالَ شهرٍ واحدٍ
نفّذ مسلحو تنظيم “داعش” ما لا يقلُّ عن 46 هجوماً مؤكّداً ضدَّ قوات الأسد والميليشيات المساندة لها خلال شهر كانون الثاني الماضي، ما أسفر عن مقتل 55 عنصراً من قوات الأسد أو “الرديفة”، إضافة إلى 26 مدنيّاً وأحد الوجهاء الموالين للنظام، وإصابةِ ما لا يقلُّ عن 22 آخرين، في محافظات حمص وحماة ودير الزور والرقة وحلب.
وبحسب تقريرٍ ترجمه موقعُ “الشرق سوريا” قال “مشروعُ مكافحة التطرّف” (CEP) في تقرير، إنَّ شهر كانون الثاني الماضي، شهد ارتفاعاً ملحوظاً في عددِ هجمات تنظيم “داعش”، وكذلك الهجمات “النوعية”، كما كان عددُ القتلى “مؤكَّداً” مقارنةً بالأشهر السابقة، وتعتبر تلك المؤشراتُ الثلاثة “الأعلى” منذ عودةِ نشاط التنظيم قبلَ عامين في سوريا.
وتصاعدت هجماتُ “داعش” في محافظتي حمص ودير الزور بشكل حادٍ خلال الشهر الماضي، حيث نفّذَ التنظيمُ 18 و13 هجوماً على التوالي، بينما انخفضت الهجماتُ بشكلٍ طفيف في شرق حماة (7) مقارنة بشهر كانون الأول، كما انخفضت في محافظة الرقة إلى 5.
ولا تزال حلب (3 هجمات) أقلّ مناطق “داعش” نشاطاً، على الرغم من تنفيذ التنظيم هجومين في منطقة أندارين لأول مرّة، ما يشير إلى احتمال التوسع شمالاً من شرق مدينة حماة، بحسب التقرير.
وترجع زيادةُ الهجمات في حمص إلى استمرار القتال حول مدينة السخنة، بينما جاءت معظمُ الهجمات في دير الزور ردّاً على عملية مستمرّة للنظام شمالَ الشولا.
وتاريخياً، أثبتتْ خلايا “داعش” أنَّها “أكثرُ مرونة” في مواجهة عمليات التمشيط التي نفّذَها بها النظامُ، ولطالما هاجمت دوريات النظام في المنطقة، ولكنَّ رفضَ “داعش” الواضح للتخلّي عن مواقعه على الجانب الشمالي من طريق تدمر- دير الزور السريع يُعدُّ “تطوّراً مهمّاً” في استراتيجية التنظيم.
ويبدو أنَّ هذا التغيير يشير إلى أنَّ “داعش” أكثرُ استعداداً لمعارك مباشرة مع قوات الأسد الآن، وأنَّ التنظيم يولي أهمية متزايدة لقدرته على إعاقة حركة النظام على طول الطريق السريع، وفقَ التقرير.
وفي 24 من الشهر الماضي، هاجم “داعش” حافلاتٍ للنظام غربي دير الزور، وهذه المرَّة، تحرَّك عناصرُ التنظيم على متنِ شاحنات في منتصف النهار، وأطلقوا النار على الحافلات بأسلحة صغيرة وثقيلة، في موقعٍ قريبٍ من مناطق النظام شديدة التحصين وفي خضم حملة واسعة النطاق ضدَّ التنظيم، ما “يدلُّ على الثقة الواضحة لدى الخلايا في قدرتها على التحرُّكِ بحرية في المنطقة”.
في 9 كانون الثاني، قتلَ تنظيمُ “داعش” ثاني عميد في “الحرس الثوري” الإيراني في دير الزور، وبحسب ما وردَ، فقد كان الجنرال في جولةٍ على مواقعِ ميليشيا “فاطميون” في الأيام التي سبقتْ مقتلَه، مما يشير إلى أنَّه قُتل إما في القتال بالقرب من الشولا، أو في مكان ما بالقرب من البوكمال، بحسب التقرير.
وبذلك يكون القتيل، هو القائد الـ25 الذي يُقتل في البادية السورية منذ كانون الثاني 2020، ويصادف مقتلُه الشهرَ الـ14 على التوالي الذي نجح فيه مسلّحو “داعش” بقتل ضابطٍ موالٍ للنظام.
وخلال الشهر الماضي، كان هناك نشاط متزايد لطائرات النظام والروسية في وسط سوريا، ولكن لا يوجد دليلٌ على تأثير هذه الضربات، على الرغم من استمرار النظام في ضربِ مواقعَ محدّدةٍ مسبقاً إلى حدٍّ كبير، مما يترك فرصة ضئيلة للضربات ليكون لها أيُّ تأثيرٍ مادي على عمليات “داعش”.
ونظراً لأنَّ العديد من هجمات “داعش” في الشهر الماضي، كانت “ردَّ فعلٍ” على عمليات النظام المستمرّةِ، فمن المرجَّح أنْ يتحدّدَ مصيرُ الشهر الحالي بالنسبة لهجمات التنظيم من خلال ما يختاره النظام.
ومن المرجّح أنْ تعودَ الهجمات إلى مستويات أواخر عام 2020، إذا انتهت عمليات النظام حول الشولا والسخنة، ومن المؤكّدِ أنَّ نشاط “داعش” سيعود إلى شرق حماة، حيث تستفيد الخلايا هناك من جمعِ المعلومات الاستخباراتية المحلية لضرب أهداف “نوعية”.
ومع تعرّضِ كلٍّ من الطرق السريعة السلمية- الرقة وتدمر ودير الزور لضغوط مستمرّةٍ من “داعش” خلال الشهرين الماضيين، فإنَّ احتمال قيام المسلحين بنصب كمينٍ للمركباتِ المدنيّة أو العسكرية في شباط لا يزال مرتفعاً، بحسب التقرير.