تقريرٌ: نظامُ الأسدِ يزيدُ تجويعَ السوريينَ عبرَ مضاعفةِ تصديرِ الخضارِ
يستغلُّ نظامُ الأسد فتحَ الحدود مع الأردن بعد عودةِ معبر نصيب، ومنحِ السعودية فيزا لسائقي السيارات السورية، لزيادة تصدير غذاء السوريين من خضار وفواكه رغمَ ارتفاع أسعارِها بالسوق المحليّة.
وكشف نائبُ رئيس لجنة التصدير في اتحاد غرف التجارة السورية، التابعِ لنظام الأسد “فايز قسومة” عن خطّةِ مُضاعفة صادرات المنتجات الزراعية خلال الفترة المقبلة.
حيث ستصل إلى 250 برّاداً يومياً سعتُها 6 آلاف طنٍّ، وهي الكمية ذاتها التي كانت تصدّرها سوريا قبل عام 2011.
وأضاف قسّومة، خلال تصريحات أمس الثلاثاء، إنَّ كمية تصدير الخضار والفواكه السورية تبلغ نحو 3500 طنٍّ عبر 130 برّاداً، تصدّر يومياً إلى العراق ودول الخليج العربي، عبرَ الأردن.
مبيّناً أنَّ البندورة والبطاطا تأتيان بمقدّمة الصادرات، إضافةً إلى أنواع من الفاكهة، كالمشمش والكرز والخوخ والبطيخ.
وحول أهمِّ مشاكل التصدير، أشار رئيسُ لجنة التصدير إلى أنَّ عدم توافر المازوت والطاقة للبرّادات الثابتة يأتي بمقدّمة المعوّقات، فضلاً عن عدم تعاونِ مصرف سورية المركزي بتنظيم عملِ المصدرين، وغياب الآلية الحكومية لدعم الصادرات.
وتشهد أسعارُ المنتجات الزراعية بالأسواق السورية ارتفاعاً بالقياس إلى الدخل المتدني، رغمَ تراجع مستوى الأسعار لبعضِ المنتجات خلال الموسم الحالي.
لكنَّ أسعار الفاكهة لا تزال مرتفعةً، إذ يتراوح سعرُ كيلوغرام الفواكه الموسمية “كرز، مشمش، دُرّاق” بين 2500 و3000 ليرة، ويزيد سعر كيلو التفاح عن 1500 ليرةٍ، وقد صدّرت سورية منه الشهرَ الماضي 200 طن إلى مصر والسودان فقط، بحسب تصريح سابق لرئيس غرفة زراعة السويداء حاتم أبو راس.
وقال الاقتصادي السوري محمود حسين، لـ”العربي الجديد”، إنَّ غاية نظام الأسد هي الحصول على عائدات التصدير الدولارية لتمويل بقائه وشراء النفط والقمح، بصرف النظرِ عن مدى حاجة السوق المحليّة للسلع والمنتجات المصدرة، أو دورها في نقص المعروض، وبالتالي في رفعِ الأسعار، “فعدا التصدير لمنطقة الخليج ومصر والسودان، هناك مقايضة غذاء السوريين مع روسيا بالقمح”.
ووصف الاقتصادي السوري حالة السوريين في الداخل بـ”المجاعة”، لأنَّ الدخل الذي لا يزيد عن 60 ألف ليرة يحرمهم من تناول الخضار والفواكه.
لافتاً إلى أنَّ تراجعَ أسعار بعض المنتجات الزراعية الموسمية الآن، رغم أنَّها تفوق القدرة الشرائية، قابله ارتفاعٌ حادٌّ ببقية السلع.
وكانت المتحدّثة باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إليزابيث بايرز، قد حذّرت من أزمة غذاء غيرِ مسبوقة في سوريا.
مشيرةً إلى أنَّ تسعة ملايين و300 ألفِ شخصٍ في سوريا يفتقرون إلى الغذاء الكافي.
كما أوضحت أنَّ عددَ من يفتقر للمواد الغذائية الأساسية ارتفع بواقع مليون و400 ألف خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي.
ويعيش، بحسب ممثّلة منظّمة الصحة العالمية في سوريا “أكجمال ماجتيموفا”، 90% من السوريين تحت خطِّ الفقر، التي زادها، بحسب مراقبين، ارتفاعُ الأسعار وتراجعُ سعرِ صرف الليرة السورية إلى 3250 ليرةً للدولار.