تقريرٌ: هجومُ تنظيمِ “داعشٍ” على سجنِ غويران هو من أجرأ عملياتِ التنظيمِ

نشرت وكالةُ “أسوشيتد برس” الأمريكية، تقريراً وصفتْ فيه الهجوم الذي نفّذه تنظيم “داعش” على سجن الصناعة في الحسكة، بأنَّه من أكثرِ الهجمات جرأةً منذ أنْ فقدَ التنظيم آخرَ جزءٍ يسيطر عليه في سوريا عام 2019، بدعمٍ من التحالف الدولي.

واعتبر التقرير، أنَّ الهروب “المذهل” من السجن في سوريا، أعاد تنظيمَ “داعش” إلى عناوين الصحفِ في الأسبوع الماضي، “وهو تذكيرٌ بالحرب التي انتهت رسمياً قبل ثلاث سنوات، لكنّها لا تزال تخاضُ بعيداً عن الأنظار في معظمها”.

ولفت إلى أنَّ هجوم عناصر من “داعش” على السجن كان ضمن عمليةٍ معقّدةٍ، مضيفاً أنَّه لم يتّضح عددُ العناصر الذين تمكّنوا من الفرار، وأوضح أنَّ التنظيم يتغذّى على استياء العرب من هيمنة ميليشيا (قسد) على السلطة والاقتصاد، في وقتٍ تنهار فيه العملةُ السورية.

وبحسب التقرير، نفّذ مسلحون يُعتقد انتماؤهم لتنظيم “داعش” نحو 342 عمليةً خلال العام الماضي، الكثير منها هجماتٌ على “قسد”، ونقلت الوكالةُ عن أحد سكان بلدة “الشحيل” في ريف دير الزور، أنَّ مسلحين نفّذوا على مدار السنوات الماضية هجماتٍ في بلدته، معقل “داعش” السابق في شرق سوريا، استهدفوا فيها أفراداً من قواتِ الأمن في “الإدارة الذاتيّة”.

وكان قال المتحدّث باسم البنتاغون جون كيربي، في حديث لقناة “فوكس نيوز”، إنَّ التهديد الصادر عن تنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا والعراق، ما زال قائماً، وذلك على خلفية التصعيد الجاري في حي غويران بالحسكة.

وأوضح كيربي يوم الأحد الماضي: “لا نريد تمدّدَ رقعة النزاع لكنَّ هدفنا في البنتاغون يكمن في إبقاء التركيزِ على التهديد الإرهابي النابعِ من داعش في سوريا وفي العراق أيضاً بصراحة القول”.

وكانت كشفت صحيفةُ “نيويورك تايمز” الأمريكية، عن فرارِ حوالي 200 من عناصر تنظيم “داعش” في سجن الصناعةِ في حي غويران بالحسكة، بعد هجوم شنّه التنظيم على السجن في 20 يناير، ونقلت الصحيفة عن مسؤولٍ أمريكي قوله إنَّ “حوالي 200 سجينٍ (من التنظيم) قد فرّوا”.

وأوضحت الصحيفة، أنَّ الهدفَ المحتمل من العملية التي شنّها التنظيم، هو إطلاقُ سراحِ بعضِ القادة في التنظيم من المستويات العليا والمتوسطة، وكذلك المسلحين ذوي المهارات الخاصة مثلِ صناعة القنابل.

وكانت قالت صحيفة “وول ستريت جورنال”، في تقريرٍ لها، إنَّ تنظيمَ داعش خطّط للعودة لنشاطاته قبل وقتٍ طويلٍ من الهجوم على سجن الحسكة شمالَ شرقي سوريا، لافتةً إلى أنَّ الجماعة تظهر مؤشّرات على أنَّها قادرة على التكيّف بعد القضاءِ على “دولة الخلافة” ومقتلِ زعيمها السابق( أبو بكر البغدادي) في 2019.

وكشفت الصحيفة عن أنَّ التنظيم كان يستعدُّ ببطء للعودة إلى الأراضي السورية والعراقية التي فقدَها منذ ما يقربُ من ثلاث سنوات، ونقلت عن شهود عيان القول إنَّ “أعلام الدولة الإسلامية السوداء ظهرت في شمالِ شرقِ سوريا في الأشهر الأخيرة”.

وسبق أنْ حذَّر التحالفُ الدولي بقيادة الولايات المتحدة، الأربعاء، من أنَّ تنظيم داعش لا يزال يشكِّل خطراً “وجودياً” للمنطقة، مشيداً بميليشيا “قسدٍ” خلال الهجوم الذي تعرّض له سجنُ الصناعة بحي غويران بمدينة الحسكة من قِبل عناصرِ في التنظيم.

وقال المتحدّث باسمِ التحالف اللواءُ جون برينان في بيان إنَّ “السجون المؤقتة في جميع أنحاء سوريا تشكّل أرضاً خصبة لفكر داعش الفاشل”، داعياً إلى ضرورة التحقيق “بدقّةٍ في الظروف التي سمحتْ بهذا الهجوم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى