تقريرٌ أمريكيٌّ: ما بدأ كنصرٍ تكتيكيٍّ أمريكيٍّ في سوريا انتهى بفشلٍ استراتيجي
تحدّثَ موقعُ “ناشونال إنترست” الأمريكي، عن سياسةِ إدارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن” تجاه سوريا وتعاملِها مع رأس نظام الأسد.
ووفقاً لما ذكرَه الموقعُ، في تقرير، أمس الأحد 9 كانون الثاني، فإنَّ السياسةَ الأمريكية الجديدة ترى أنَّ عودةَ نظام الأسد إلى الحظيرة الإقليميّة لا تهدفُ إلى “مكافأة” رأسِ نظام الأسد على سلوكِه الهمجي خلال العقدِ الماضي، ولكنَّ المقصود منها اختيارُ الولايات المتحدة الرابحينَ والخاسرين في الشرق الأوسط.
،وأشار إلى أنَّ الرئيس الأسبق، باراك أوباما، توسّع بتدخّله في سوريا إلى ما هو أبعدُ من النوايا الأصلية لإدارته، وفقاً لما ترجمه موقع “عنب بلدي”.
ولفت إلى أنَّه من الضروري أنْ تقومَ إدارةُ “بايدن” بتقييم استراتيجيتها الخاصة بسوريا بقوةٍ للتأكّد من أنَّ السياسة الأمريكية تعمل بالفعل على تعزيزِ المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، وإذا لم يكن الأمرُ كذلك، فيجب مراجعتُها على الفور مع مراعاة توفيرِ شروط خروجٍ مشرّفٍ لأمريكا من المنطقة.
كما أنَّ القيامَ بخلاف ذلك، وفقاً للتقرير، سيضمنُ فقط أنَّ السوريين وحلفاءَ الولايات المتحدة على حدٍّ سواء سيُتركون في مأزق بمجرد رحيلِ “بايدن”.
ولفت التقرير إلى أنَّ التدخّل الأمريكي بدأ في سوريا بشكل جدّي في عام 2013، بعد عامين من بدءِ نظام الأسد حملةَ قمعٍ وحشية ضدّ المتظاهرين أدّت إلى اندلاع حرب أهليّة.
وأمرَ “أوباما” وكالةَ المخابرات المركزية بإطلاق عملية “Timber Sycamore”، وهي عمليةٌ سريّةٌ لتدريب وتزويد قواتِ المعارضة السورية من أجل إجبار رأسِ نظام الأسد على الخروج من دمشق، بحسب التقرير.
وبيّنَ أنَّ عملية “Timber Sycamore” حقّقت نجاحاً تكتيكيًاً، إذ قامت بتدريب وتسليحِ الآلاف من الفصائل السورية المقاتلةِ المشتٍتةِ التي حقّقت مكاسبَ إقليمية كبيرة.
استولت قواتُ المعارضة المدعومة من وكالة المخابراتِ المركزية على مناطق واسعة من الأراضي التي يسيطر عليها نظامُ الأسد لدرجة أنَّها بدأت في تعريضِ المنطقة الساحلية، حيث النفوذُ الأكبر للنظام، للخطر.
بينما تحدّث ضباطُ وكالةِ المخابرات المركزية بقلقٍ عن “نجاح كارثي”، حيث ستتمُّ الإطاحةُ برأس نظام الأسد دون وجودِ خليفة معتدلٍ مؤكّدٍ ليحلَّ محلَه، لينطلقَ بعدها حلفاءُ نظام الأسد إلى العمل.
ويشير التقريرُ إلى أنَّ الجيش الأمريكي بدأ في صيف 2014، بقصفِ الأراضي التي يسيطر عليها تنظيمُ “داعش” جواً، وكان يبحثُ عن شركاء محليين يمكن أنْ يكملوا عملياته على الأرض.
وبعد أنْ رفضتْ أنقرة طلباً أمريكياً بإرسال قواتٍ تركيّة ضدَّ التنظيم، بحسب الموقع، بدأت إدارةُ أوباما البرنامج السوري للتدريب والتجهيز.
إلا أنَّ البرنامج فشلَ في غضون 13 شهراً واعتبره الكونغرس “فشلاً تاماً”، بعد أنْ تمَّ إنفاقُ 500 مليون دولار على تدريب أقلّ من 60 مقاتلًا.
وأدّت محاربةُ إدارة أوباما لتنظيم “داعش” إلى توضيح سياستِه في سوريا المضطربةِ طوال فترة ولايته.
،كذلك سعى أوباما دون جدوى إلى تغيير نظامِ الأسد من خلال دعمِ عملية سياسية متعثّرة تدعمُها الأمم المتحدة، وفرضِ عقوبات على نظام الأسد، والتحريضِ على المقاومة المسلّحة.
ووفقاً للتقرير أصبحت محاربةُ “داعش” النقطةَ المحورية في سياسة أوباما تجاه سوريا، وتغيّرت استراتيجيةُ الولايات المتحدة نوعاً ما، وفي نهاية المطاف بدأ التعاونُ مع روسيا و إيرانَ لهزيمة التهديد الإرهابي المشترك.