تمهيداً لتجنيدِهم .. ميليشيا الدفاعِ الوطني تشرفُ على تدريبِ الأطفالِ غربَ حماةَ

بدأت ميليشيا “الدفاع الوطني” في مدينة محردة غرب حماة, بالإشراف على تدريب أطفال المدينة, تمهيداً لتجنيدهم ضمن صفوف الميليشيات.

وكشفت مجموعة من الصور عن تدريبات شاقة يتعرّض لها أطفال في مدينة محردة، بإشراف عناصر من ميليشيات “الدفاع الوطني” التي يقودها “سيمون الوكيل”، بظروف قاسية تتضمن تدريبات رياضية عسكرية لا تتناسب مع أعمارهم.

ويأتي ذلك كإجراء أولي تمهيداً لتجنيد الأطفال ضمن صفوف ميليشيات “الدفاع الوطني” إذ تُعدّ تلك التدريبات العسكرية مرحلة من مراحل استقطاب الأطفال واستغلالهم بعد التدريب المكثّف بالانضمام إلى الميليشيات التي تنتشر بكثافة في المدينة وتتّخذُ عدّة مقرّات وقواعد عسكرية فيها.

وأظهرت الصور أطفالاً يحملون فوارغ مقذوفات لمدفعية جرى قصف المناطق السكنية بنيرانها, لتستخدم كأوزان يحملها الأطفال إلى مسافات محدّدة من قِبل عناصر الميليشيا.

وأشارت مصادر محلية إلى أنّ التدريبات التي أجراها مدربون من شبيحة “سيمون الوكيل”، تمّت في عدّة مدارس ضمن المدينة منها “المدرسة الصناعية – مدرسة غاده شعاع – مدرسة جودت عفور”، إلى جانب مبنى “رابطة الشبيبة” في محردة.

ويرى متابعون أنّ عمليات تدريب الأطفال قد تندرج تحت مشروع منظم تشرف عليه جهة معينة ويحمل أبعاداً جديدة قد يكون ضمان بقاء المنطقة تحت نفوذها من بين أهداف دعم ومساندة تدريب الأطفال ضاربة عرض الحائط بكلِّ الانتهاكات الناجمة عن هذه الممارسات.

وليست المرّة الأولى التي يستغل فيها قائد ميليشيات الدفاع الوطني “سيمون الوكيل”، في محردة فئة الأطفال، إذ سبق أنّ نشرت صفحات موالية صوراً لأطفال قالت إنّهم ذهبوا إلى منزل قائد الميليشيا في المدينة بشكل جماعي لتسليمه علم نظام الأسد، وتكرّر الأمرُ في عدّة مناسبات تحدّثت عنها صفحات موالية في وقت سابق.

وتعتبر هذه الممارسات ضمن انتهاكات مستمرّة لحقوق الطفل التي يرتكبها نظام الأسد من خلال تدريبه للأطفال تمهيداً للانخراط في صفوف الميليشيات المنضوية تحت مسمى “الجيش الرديف” لقوات الأسد.

وتقع مدينة محردة في ريف حماة الشمالي الغربي، وتحدّها مدينة حلفايا من الجهة الشرقية، ويبلغ عددُ سكانها نحو 100 ألف نسمة، وتعتبر أكبر مدن المحافظة بعد مدينة حماة.

ويعتبر “سيمون الوكيل” قائد ميليشيا الدفاع الوطني في المدينة, “الآمر الناهي في المدينة ذات الغالبية المسيحية والمتصرِّف في شؤونها بالكامل”, ويتحكم بجميع المفاصل الاقتصادية والمعيشية فيها، بما فيها المحروقات والحركة التجارية اليومية، ويطلق عليه بالخفاء لقب “وكيل الأسد”، أو “المندوب السامي” بحسب مصادر محلية.

وشاركت ميليشيا “الدفاع الوطني” في محردة التي يقودها “الوكيل” في عدّة معارك شهدها ريف حماة الشمالي والغربي، بما فيها معارك سهل الغاب، وقُتل عددٌ من عناصره خلال المواجهات، وسط اتهامات من ناشطي المدينة بإقحام محردة في النزاع بين نظام الأسد ومعارضيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى