توثيقُ أوّلِ دليلٍ مرئي على استخدامِ حرسِ الحدودِ البلغاريُ الرصاصَ الحيَّ لصدَّ المهاجرينَ

وثّقت منظّماتٌ إعلامية أوربية أولَ دليل مرئي على استخدام حرس الحدود البلغاري الذخيرةَ الحيّة لصدِّ اللاجئين على حدود الاتحاد الأوروبي.

وأصيب طالبٌ لجوء سوري برصاص حرس الحدود البلغاري، إثر محاولتِه العبورَ مع مجموعة من اللاجئين من تركيا إلى الأراضي البلغارية، ونشرت المنظّماتُ الإعلامية تسجيلات مصوّرةً توثّق اللحظات الأولى لإطلاق النار من قِبل حرس الحدود.

منظمة “لايت هاوس ريبورتس” الإعلامية الهولندية المستقلّة، نشرتْ يومَ أمس الاثنين، مقطعاً مصوّراً يظهر استهدافَ لاجئين سوريين بالرصاص المباشر من قِبل حرس الحدود البلغاري، مرفقاً بتحقيق مطوّل حول الحادثة.

وجاء التحقيقُ الذي أجرته المنظّمةُ بالتعاون مع شبكة سكاي نيوز التلفزيونية، وصحيفة “لوموند”، وهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية، وصحيفة “ذا تايمز”، وصحيفةِ دوماني، والهيئة العامة للبث الإذاعي في ألمانيا، ووجدَ التحقيقُ أنَّ إطلاقَ النار وقعَ على لاجئين غيرِ مسلّحين من الأراضي البلغارية حيث شُوهد في الموقع حرسُ الحدود.

وأكّدت المنظمة أنَّ الحادثة تطرح أسئلة جديّة على قادة الاتحاد الأوروبي حول نهج الكتلة تجاه الهجرةِ واللجوء وسط تصاعدِ العنف وعمليات الإعادة غيرِ القانونية.

حادثةُ إطلاق النار وقعت يوم 3 تشرين الأول 2022، بالقرب من السياج الحدودي البلغاري مع تركيا، كان هنالك مجموعةٌ من الشبّان السوريين

الذين كانوا يأملون في طلب اللجوء داخل الاتحاد الأوروبي، لكنَّ حرسَ الحدود البلغاري أوقفَهم وأعاد ترحيلَهم إلى الأراضي التركية، واحتجاجاً على ذلك، ألقى بعضُهم الحجارةَ باتجاه الحدود، لتردَّ عليهم السلطاتُ البلغارية بالرصاص المباشر، ما أدّى إلى إصابة شابٍ سوري بجروح بالغة، وفقاً للمنظمة.

وبحسب التحقيق فإنَّ السلطات البلغارية اعترفت بوجودها في مكان الحادث لكنَّها نفت إطلاقَ الرصاصةِ التي أصابت اللاجئ.

ونجا الشاب السوري عبد الله الرستم محمد، البالغ من العمر 19 عاماً، من الحادثة لكنَّه أصيب بإصابات غيّرتْ حياته، وأظهرت السجلاتُ الطبيّة الخاصةُ بالشاب أنَّ الرصاصة مرّتْ في يده ودخلت صدرَه، وبقيت على بُعد سنتيمتر واحد من قلبه.

وقال الشاب السوري إنَّ الطبيب أخبرَه أنَّه نجا من الموت بأعجوبة “لأنَّ الرصاصة دخلت إلى القلب تماماً”، مضيفاً، “يدي اليسرى الآن نصفُ مشلولةٍ ولديّ كُسران في القفص الصدري.”

واستطاع التحقيقُ بالاعتماد على المصادر المفتوحة تحديدَ موقع إطلاق النار بالضبط، كما جرى تحليلُ الفيديو، إذ شُوهدت مركبتان على الجانب البلغاري، يبدو أنَّ إحداهما من طراز “لاند روفر ديسكفري” تستخدمُها شرطة الحدود البلغارية، والأخرى مشابهة لشاحنة عسكرية بلغارية، وكذلك بيّنَ المقطع المصوّر وجودَ شخصين بجانب المركبات التي يتطابق زيّهما مع زيّ قوات الحدود البلغارية.

وأوضح خبيرٌ صوتي أنَّ صوتَ الرصاص كان “متّسقاً مع إطلاق سلاح باتجاه ميكروفون التسجيل” الذي يواجه الحدود. كما أظهرت صور الأقمار الصناعية أنَّ هناك محرساً صغيراً تستخدمه شرطةُ الحدود البلغارية بجوار المركبات والشخصين المرئيين الظاهرين في الفيديو.

كما جمع التحقيق أيضاً عدداً من شهادات أخرى من طالبي اللجوء على طول الحدود البلغارية التركية تفيدُ بأنَّهم شهدوا عملياتِ إطلاقِ نارٍ أخرى للاجئين من قبل السلطات البلغارية، مما يشير إلى أنَّ هذه ليست الحادثة الأولى والوحيدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى