“جريمةُ العصرِ” الكشفُ عن عشراتِ الضباطِ والأطباءِ والأفرادِ الذينَ شاركوا فيها
يُعدُّ ملفُ المعتقلين من أكثر الملفات حساسية منذ بداية الثورة السورية وحتى الآن، لأنّ نظام الأسد قد تفوق على غيره من الأنظمة الاستبدادية وخاصة بما يخصّ أمر المعتقلين وقتلهم تحت التعذيب ولاسيما بعد تسريب المصوّر المنشقّ عن جيش الأسد “قيصر” نحو 55 ألف صورة لأكثرَ من 11 ألف معتقل قضوا في معتقلاته، وحتى مشافيه لاسيما “المزة 601″، وحمص العسكري، ولبشاعة هذه الجريمة سميت بجريمة العصر.
وقد كشفت “زمان الوصل” عدداً من المجرمين الذين ساهموا في قتلِ المعتقلين ونشرت صوراً ومعلومات عنهم ونقلاً عن زمان الوصل فعند سؤال مصدرهم عن “أكبر المجرمين”، أجاب بأنّ في مقدمتهم مديرُ المشفى “غسان حدّاد” ثم ضابط الإدارة السابق “حسين ملوك” وخَلَفُه “شادي زودة”، أما ضابط الأمن “طه الأسعد” المنحدر من محافظة طرطوس فهو حسب توصيف المصدر “كبير الإرهابيين والقتلة”، رغم أنّه كان لا يظهر ولا يغادر مكتبه إلا نادرا.
“الأسعد” لم يكن على الأرجح بحاجة لمغادرة مكتبه من أجل “ضبط الأمن”، فلديه جيش كامل من المساعدين والجواسيس الذين يعاونونه على أداء مهامه القذرة، ومنهم: المساعد محمد ديوب، المساعد أحمد خضور، المساعد إسماعيل، المساعد محسن، المساعد محمود زهوة، رامي حمود، علي برازي، وحسام موسى.
وحول طبيعة “عمله” في المشفى قال المصدر المنشقّ إنّه كان يساهم مع غيره من المجنّدين في “تحميل” جثامين المعتقلين من باحة “الرحبة” إلى السيارة الشاحنة التي تنقلهم خارج المشفى، مؤكّداً أنّ العدد الوسطي يقارب 70 جثة أسبوعياً، وإذا ما ضربنا هذا الرقم بعددِ الأسابيع التي خدمها المصدر قبل انشقاقه (84 أسبوعاً)، فسيتبيّن لنا أنّه “حمل” وغيرُه من العساكر المجندين قرابة 5 آلاف و900 جثة، وهو رقم يؤكّد المصدر أنّه قريبٌ من الواقع الذي كان شاهداً عليه وجزءاً منه.
وحول خط سير الشاحنات التي تحمل الجثث، أوضح المصدر إنّها تدخل فارغة من الباب الرئيس وتمضي إلى الرحبة وبعد نحو ساعتين تغادر محمّلة بالجثث، لكنّها تخرج من باب كبار الشخصيات (باب مطل على طريق قصر الشعب، ومخصّص لدخول كبار ضباط المشفى وكبار المسؤولين، ومنه تدخل أسماء الأسد وزوجها بشار).
وعن وجهة الشاحنات بعد خروجها، أفاد المصدر أنّها كانت إلى مشفى “حرستا” حيث يقال إنّ هناك محارق تحيل الجثث إلى رماد، وهنا تدخلنا لنسأل المصدر إنْ كانت الوجهة بالفعل مشفى حرستا أم مشفى تشرين، لأنّ لدينا معلومات مؤكّدة عن وجود محرقة جثث (على الأقل) في مشفى تشرين، فأكّد المصدر أنّ وجهة الجثث كانت مشفى حرستا العسكري (ليس بين مشفى حرستا ومشفى تشرين سوى كيلومترات قليلة).
والمصدر زوّد زمان الوصل بلائحة تحوي 37 اسماً، من اختصاصات ورتّب ومناصب، ممن يعملون في المشفى 601، وممن كان لهم دور –قليل أو كثير-في جرائم تصفية المعتقلين أو التستّر عليها.