“جيفري” إلى أنقرة والمنطقةُ الآمنةُ شرقَ الفراتِ أبرزُ الملفاتِ المطروحةِ
يجري المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا “جيمس جيفري” مباحثات في أنقرة بعد يوم غدٍ الاثنين تتعلق بآخر التطوّرات في سوريا، والانسحاب الأميركي، والمنطقة الآمنة المقترحة في شرق الفرات، وتنفيذ خريطة الطريق التركية – الأميركية بشأن منبج التي توصّل لها الجانبان في 4 يونيو (حزيران) 2018، والتي تتعلّق بانسحاب الوحدات الكردية المنطوية تحت مظلة “قسد” من المدينة إلى شرق الفرات.
وقالت مصادرُ دبلوماسية لصحيفةِ الشرق الأوسط، إنّ زيارة جيفري، الذي سيرافقه أيضاً أحد المسؤولين بالخارجية الأميركية تقرّرت خلال اتصال هاتفي جرى الليلة قبل الماضية بين المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، ومستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون.
واختتمت مجموعة عمل تركية – أميركية، في واشنطن أمس، اجتماعات استمرت ليومين لبحث التطورات في سوريا، ولا سيما فيما يتعلق بالانسحاب الأميركي والمنطقة الأمنية وانسحاب الوحدات الكردية من منبج.
وبحسب المصادر، سيلتقي جيفري والوفد المرافق كالن ووزير الدفاع خلوصي أكار، كما يجري مباحثات مع مسؤولين في الخارجية التركية.
والأسبوع الماضي، وصل إلى أنقرة السفير الأميركي الجديد ديفيد ساترفيلد، بعد أن ظلّ المنصب خالياً لمدة عامين، ويتوقّع مراقبون أن يعطي وجودَهُ في تركيا دفعة للعلاقات التركية – الأميركية، وأن يسهّل من حلّ المشاكل العالقةِ بينهما في سوريا، كونه أحدَ خبراء الشرق الأوسط في الخارجية الأميركية، وكان يتولى منصب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى قبل تسلّمه مهام منصبه في تركيا.
وتجمّعت في الفترة الأخيرة مؤشرات على حراك تركي – أميركي بشأن سوريا، عبّر عنها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في تصريحات يوم الأحد الماضي أشار فيها إلى أنّ مسؤولين من الجانبين سيبحثون الملف السوري، ولا سيما فيما يتعلق بالانسحاب الأميركي من سوريا والمنطقة الأمنية ومنبج، مشيراً إلى تحضيرات تركية لعمليات في تل أبيض وتل رفعت شرق الفرات من أجل القضاء على الحزام الإرهابي.
ولفت إلى أنّ الولايات المتحدة قرّرت الإبقاء على بعض قواتها في سوريا، لكنّها لم تتقدّم خطوة بشأن المنطقة الأمنية وعرضت على كلٍّ من بريطانيا وفرنسا وألمانيا إرسال قوات إلى المنطقة المقترحة، لكنّ الإجابة جاءت بالرفض، وتركيا ستقوم بخطواتها إذا لم تتحرّك أميركا.
وتحدثت تقارير ومصادر متعدّدة في الأيام الأخيرة عن استعداد تركي للقيام بعملية في “منبج” لإخراج الوحدات الكردية، وعمليات في تل أبيض وتل رفعت شرق الفرات، ووضعت فصائل الثوار في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون في الشمال السوري في حالة تأهّب، انتظاراً لنتائج مباحثات مجموعة العمل التركية – الأميركية التي أجريت على مدى اليومين الماضيين في واشنطن.
وكانت آخر زيارة قام بها جيفري لتركيا في 29 أبريل (نيسان) الماضي، حيث تم بحثُ الموضوعاتِ ذاتِها، ووقتها صرّح بأن واشنطن تناقش إقامة منطقة أمنية محدودة تفي باحتياجات تركيا الأمنية، وتضمن أمن حلفاء أميركا الأكراد، وأنّه لا بدّ من تواجدِ قواتٍ من دول التحالف الدولي للحرب على «داعش» في هذه المنطقة.